وان قال أنت طالق نصف طلقتين طلقت واحدة لأن نصف الطلقتين طلقة، وذكر أصحاب الشافعي وجها اخر انه يقع طلقتان لأن اللفظ يقتضي النصف من كل واحدة منهما ثم يكمل وما ذكرناه أولى لأن التنصيف يتحقق به وفيه عمل باليقين وإلغاء الشك وإيقاع ما أوقعه من غير زيادة فكان أولى وان قال أنت طالق نصفي طلقتين وقعت طلقتان لأن نصفي الشئ جميعه فهو كما لو قال أنت طالق طلقتين. وان قال أنت طالق نصف ثلاث طلقات طلقت طلقتين لأن نصفها طلقة ونصف ثم يكمل النصف فتصير طلقتين (فصل) وان قال أنت طالق نصف وثلث وسدس طلقة وقعت طلقة لأنه أجزاء الطلقة، ولو قال: أنت طالق نصف طلقة وثلث طلقة وسدس طلقة فقال أصحابنا يقع ثلاث لأنه عطف جزءا من طلقة على جزء من طلقة فظاهره انها طلقات متغايرة ولأنها لو كانت الثانية هي الأولى لجابها بلام التعريف فقال ثلث الطلقة وسدس الطلقة فإن أهل العربية قالوا إذا ذكر لفظ ثم أعيد منكرا فالثاني غير الأول وان أعيد معرفا بالألف واللام فالثاني هو الأول كقوله تعالى (ان مع العسر يسرا * ان مع العسر يسرا) فالعسر الثاني هو الأول لإعادته معرفا واليسر الثاني غير الأول لإعادته منكرا ولهذا قيل لن يغلب عسر يسرين، وقيل لو أراد بالثانية الأولى لذكرها بالضمير لأنه الأولى وان قال أنت طالق نصف طلقة ثلث طلقة سدس طلقة طلقت طلقة لأنه لم يعطف بواو العطف
(٤١٨)