المسجد الحرام كان عليه رده إليه، ويكره للإنسان أن يخرج من الحرمين بعد طلوع الشمس قبل أن يصلى الصلاتين فإذا صلاهما خرج إن شاء.
فإذا خرج الانسان من مكة فليتوجه إلى المدينة لزيارة النبي ع فإذا بلغ إلى المعرس فليدخله وليصل فيه ركعتين استحبابا ليلا كان أو نهارا فإن جازه ونسي فليرجع وليصل فيه ركعتين وليضطجع فيه قليلا، وإذا انتهى إلى مسجد الغدير فليدخله وليصل فيه ركعتين، واعلم أن للمدينة حرما مثل حرم مكة وحده ما بين لابتيها وهو من ظل عائر إلى ظل وعير لا يعضد شجرها ولا بأس أن يؤكل صيدها إلا ما صيد بين الحرتين.
ويستحب ألا يدخل الانسان المدينة إلا بغسل وكذلك إذا أراد دخول مسجد النبي ص فإذا دخله أتى قبر النبي ص وزاره فإذا فرع من زيارته أتى المنبر فمسحه استحبابا ويمسح أيضا رمانتيه، ويستحب أن يصلى ما بين القبر والمنبر ركعتين فإن فيه روضة من رياض الجنة وقد روي: أن فاطمة ع مدفونة هناك. وقد روي: أنها مدفونة في بيتها. وقد روي: أنها مدفونة بالبقيع. وهذا بعيد، والروايتان الأوليان أشبه وأقرب إلى الصواب، وينبغي أن يزور فاطمة ع من عند الروضة.
ويستحب المجاورة في المدينة وإكثار الصلاة في مسجد النبي ص، ويكره النوم في مسجد النبي عليه وآله السلام، ويستحب لمن له مقام بالمدينة أن يصوم ثلاثة أيام: الأربعاء والخميس والجمعة. ويصلى ليلة الأربعاء عند أسطوانة أبي لبابة وهي أسطوانة التوبة ويقعد عندها يوم الأربعاء ويأتي ليلة الخميس الأسطوانة التي تلى مقام رسول الله ص ومصلاه ويصلى عندها ويصلى ليلة الجمعة عند مقام النبي ص، ويستحب أن تكون هذه الثلاثة أيام معتكفا في المسجد ولا يخرج منه إلا لضرورة.
ويستحب إتيان المشاهد كلها بالمدينة مسجد قباء ومشربة أم إبراهيم ومسجد