____________________
تعيين مداليل الألفاظ وتشخيص موضوعات الأحكام العارية عن التحديد الشرعي من الإحالة إلى الفهم العرفي، فكلما يراه العرف مصداقا لكثرة الشك شمله الحكم ودار مداره وجودا وعدما.
نعم ربما يتوهم استفادة التحديد من صحيحة محمد بن أبي حمزة أن الصادق عليه الصلام قال: إذا كان الرجل ممن يسهو في كل ثلاث فهو ممن كثر عليه السهو (1).
فيقال بأنها تدل بمقتضى مفهوم القضية الشرطية على أن المناط في الحد عدم خلو كل ثلاث من صلواته عن الشك المطابق لأحد القولين المحكيين في الشرايع، فإن الظاهر أن المراد من (كل ثلاث) المذكور فيها كل ثلاث صلوات لا كل ثلاث ركعات، إذ لا صلاة أكثر من الرباعية. فمفهومها أن من لم يكن كذلك فهو ليس من كثير الشك.
ولكنه بمراحل عن الواقع لشهادة سياق المنطوق على عدم إرادة الحصر. لقوله (ع) في الجزاء فهو ممن.. الخ الذي هو كالصريح في وجود فرد آخر له.
نعم لو كانت العبارة هكذا (فهو كثير السهو) لتم ما أفيد وانعقد له المفهوم المزبور، ولكنها مقرونة بكلمة (من) التبعيضية فلا تدل على أكثر من أن الشاك في كل ثلاث من بعض أفراد كثير السهو وهذا لا ريب في صحته من غير حاجة إلى ورود النص لكونه من أفراده الواضحة الظاهرة. إذ الشاك المزبور خارج عن حد المتعارف جزما، فإن غالب الناس لا يكاد يصدر منهم السهو في كل ثلاث ولا في كل خمس، بل ولا في كل عشر أو أزيد كما لا يخفى وعلى الجملة فالشاك في كل ثلاث تمر عليه كمن يشك في صلاة
نعم ربما يتوهم استفادة التحديد من صحيحة محمد بن أبي حمزة أن الصادق عليه الصلام قال: إذا كان الرجل ممن يسهو في كل ثلاث فهو ممن كثر عليه السهو (1).
فيقال بأنها تدل بمقتضى مفهوم القضية الشرطية على أن المناط في الحد عدم خلو كل ثلاث من صلواته عن الشك المطابق لأحد القولين المحكيين في الشرايع، فإن الظاهر أن المراد من (كل ثلاث) المذكور فيها كل ثلاث صلوات لا كل ثلاث ركعات، إذ لا صلاة أكثر من الرباعية. فمفهومها أن من لم يكن كذلك فهو ليس من كثير الشك.
ولكنه بمراحل عن الواقع لشهادة سياق المنطوق على عدم إرادة الحصر. لقوله (ع) في الجزاء فهو ممن.. الخ الذي هو كالصريح في وجود فرد آخر له.
نعم لو كانت العبارة هكذا (فهو كثير السهو) لتم ما أفيد وانعقد له المفهوم المزبور، ولكنها مقرونة بكلمة (من) التبعيضية فلا تدل على أكثر من أن الشاك في كل ثلاث من بعض أفراد كثير السهو وهذا لا ريب في صحته من غير حاجة إلى ورود النص لكونه من أفراده الواضحة الظاهرة. إذ الشاك المزبور خارج عن حد المتعارف جزما، فإن غالب الناس لا يكاد يصدر منهم السهو في كل ثلاث ولا في كل خمس، بل ولا في كل عشر أو أزيد كما لا يخفى وعلى الجملة فالشاك في كل ثلاث تمر عليه كمن يشك في صلاة