إجابته بالحال فيكون الجواب مطابقا للسؤال وفيه علم وضع من ارتفع بنفسه وانحطاط من تطاول فوق قدره وفيه علم فائدة الموعظة ولو كفر بها فإن لها أثرا في الباطن عند السامع وإن لم يظهر ذلك فإنه يحس به من نفسه وفيه علم من أراد كيدا فصادف حقا فهو عنده كذب ثم أسفرت العاقبة إنه صدق في نفس الأمر ولكن لا علم له بذلك وفيه علم الأوقات وما تعامل به عقلا وشرعا عند السليم الفكر وفيه علم تعيين مكارم الأخلاق وفيه علم أن العلم بما لا يعلم أنه لا يعلم علم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الخامس والستون وثلاثمائة في معرفة منزل أسرار اتصلت في حضرة الرحمة بمن خفي مقامه وحاله على الأكوان وهو من الحضرة المحمدية) مرتبة الخمسة معروفة * تحفظ ما جاوزها من عدد تحفظ ذكر الله من رحمة * قامت بها ليس لها مستند سوى الذي يحفظ أعياننا * وهو الإله المتعالي الصمد جميع ما في الكون من خلقه * له إذا يدعوه عبدي سجد لولاه لم نوجد بأعياننا * مع كونه سبحانه لم يلد فهو مع الكثرة في حكمه * لم تنتف عنه صفات الأحد لولا وجود الكثر في حكمه * لما بدا منه وجود العدد فهو وحيد العين في ملكه * وحكمه في كونه مستند لما حملناه على كوننا * من نفسنا من فضله ما عبد عز فما يدركه غيره * وجل أن يبقى بحكم المدد سبحانه من ملك قاهر * قد قهر الكل وأهل العدد ليس على غير من أكوانه * لكل من يعرفه معتمد من أزل صح له حكمنا * كذاك أيضا حكمه في الأبد اعلم أيدنا الله وإياك بروح منه أن الله لما سمي نفسه بالظاهر والباطن اقتضى ذلك أن يكون الأمر الوجودي بالنسبة إلينا بين جلي وخفي فما جلاه لنا فهو الجلي وما ستره عنا فهو الخفي وكل ذلك له تعالى جلي قال رسول الله ص في دعائه اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك وهو الجلي عند من علمه الله إياه والخفي عمن لم يعلمه ثم قال أو استأثرت به في علم غيبك فهذا خفي عما سوى الله فلا يعلمه إلا الله فإنه تعالى يعلم السر وهو ما بينه وبين خلقه وأخفى وهو ما لا يعلمه إلا هو مثل مفاتح الغيب التي عنده لا يعلمها إلا هو فهو عالم الغيب وهو الخفي والشهادة وهو الجلي وما أوجده من الممكنات وهو الجلي أيضا وما لم يوجده منها وهو الخفي أيضا ولا يخلو العالم من هاتين النسبتين دنيا ولا آخرة فالمزيد الواقع من العالم في العالم فهو من الخفي والمزيد لا يزال فالعالم مزيد خارج من الخفاء إلى الجلاء لا يزال فالجلي من سؤال السائلين إنما يسمعه الحق من الاسم الظاهر والخفي منه يسمعه من الاسم الباطن فإذا أعطاه ما سأل فالإسم الباطن يعطيه للظاهر والظاهر يعطيه للسائل فالظاهر حاجب الباطن والجلي حاجب الخفي كما إن الشعور حاجب العلم واعلم أن الله عز وجل يعامل عباده بما يعاملونه به فكأنه تعالى بحكم التبعية لهم وإن كان ابتداء الأمر منه ولكن هكذا علمنا وقرر لدينا فإنا لا ننسب إليه إلا ما نسبه إلى نفسه ولا يتمكن لنا إلا ذلك فمن حكم تبعية الحق تعالى للمخلوق قوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقوله ص في الصحيح إن الله لا يمل حتى تملوا وقوله تعالى فاذكروني أذكركم وقوله سبحانه من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه فلا يكون العبد في حالة * إلا يكون الحق في مثلها
(٣٢١)