الصورة الأولى الإلهية ويترك الوسائط وينزل من تلك الصورة على جميع الصور من أعلى إلى أسفل وفي كل صورة ما ينظر إليها إلا من حيث ذلك الوجه الخاص بها بوجهه الخاص به إلى أن ينتهي على جميع الصور فيعرف من ذلك الأمر الإلهي جميع ما في العالم من العقل الأول إلى الأرض من الأسرار الإلهية حين يعلم الكاهن أو العراف وأمثال هؤلاء ما يكون في العالم العنصري خاصة من الحوادث ثم إن العارف يكسو ذلك الأمر الإلهي من حلل الأدب والحضور الإلهي في أخذه منه والنور والبهاء ما إذا صعد به الأمر الإلهي على معراجه تتعجب منه ملائكة السماوات العلى فيباهي الله به ملائكته ويقول هذا عبد جعل في الحضيض وفي أسفل سافلين بالنسبة إليكم فما أثر فيه منزله ولا حكم عليه موطنه ولا حجبته عني كثرة حجبه وخرق الكل ونظر إلي وأخذ عني فكيف به لو كان مثلكم بلا حجب ظلمانية كثيفة عنصرية فيقول السامعون المخاطبون سبحانك ذلك فضلك تختص به من تشاء من عبادك منة منك ورحمة وأنت ذو الفضل العظيم فلا يضاهي هذا العبد أحد من خلق الله إلا العقل الأول والملائكة المقربون المهيمون وما ثم قلب بهذه المثابة من هذا العالم إلا قلوب الأفراد من رجال الله كالخضر وأمثاله وهم على قدم محمد ص فهذا قد ذكرنا يسيرا من صورة تنزل الملائكة على قلب المحمدي الواقف ويتضمن هذا المنزل من العلوم علم الأرواح العلوية والأرواح البرزخية وعلم ما يفتح الله به على الصادق في طلب العلم النافع وعلم التمييز والترجيح وعلم الإلقاء واللقاء والكتابة وعلم القرآن وعلم ما يكون وعلم الغيب وعلم المقادير وعلم رد الأشياء إلى أصولها وعلم الذهاب وعلم الآخرة وعلم إلحاق الثاني بالأول وعلم نش ء العالم وعلم الاستقرار في المكان والمكانة وعلم الحياة وعلم طول العالم وعرضه وعمقه ومن أين اكتسبه وعلم حوادث الجو وما سببها وهي الآثار العلوية وعلم مواطن الصمت والكلام وعلم الجمع والتفرقة وهو من علم النسب وعلم دقائق المكر وعلم التقوى أي الذي تنتجه التقوى في قوله واتقوا الله ويعلمكم الله وأين منه قوله إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا وعلم الإحسان أي ما ينتجه الإحسان وعلم الإمهال من اسمه الحليم وعلم الحقائق وعلم الخشوع وعلم منزلة كلام الله من كلام المخلوقين والله بكل شئ عليم فإنه أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الثامن وثلاثمائة في معرفة منزل اختلاط العالم الكلي من الحضرة المحمدية) عجبي من قائل كن لعدم * والذي قيل له لم يك ثم نم إن كان فلم قيل له * لتكن والكون ما لا ينقسم فلقد أبطل كن قدرة من * دل بالعقل عليها وحكم كيف للعقل دليل والذي * قد بناه العقل بالكشف هدم فنجاة النفس في الشرع فلا * تك إنسانا رأى ثم حرم واعتصم بالشرع في الكشف فقد * فاز بالخير عبيد قد عصم أهمل الفكر ولا تحفل به * واتركنه مثل لحم في وضم إن للفكر مقاما فاعتضد * به فيه تك شخصا قد رحم كل علم يشهد الشرع له * هو علم فبه فلتعتصم وإذا خالفه العقل فقل * طورك ألزم ما لكم فيه قدم إن لله علوما جمة * نالها من لم يقل ما ثم لم جهل التكييف فيها وانتفى * عن حماها رفعة سلطان كم مثل ما قد جهل اللوح الذي * خط فيه الحق من علم القلم اعلم أن الناس اختلفوا في مسمى الإنسان ما هو فقالت طائفة هو اللطيفة وطائفة قالت هو الجسم وطائفة قالت هو
(٣١)