إلا الله وهل السعداء والأشقياء على هذا الحكم أو يختص به الأشقياء دون السعداء وعلم من يخرج الله من النار من غير شفاعة شافع من المخلوقين هل هو إخراج امتناني حتى لا يتقيد أو هل هو عن شفاعة الأسماء الإلهية كما قال تعالى يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ومعلوم أنه لا يحشر إلى شئ من كان عند ذلك الشئ ولما كان الاتقاء والخوف من حكم المتقي منه وهو الاسم الشديد العقاب والسريع الحساب فكان المتقي في حكم أمثال هذه الأسماء الإلهية فحشرهم الله يوم القيامة إلى الرحمن وزال عنهم حكم هؤلاء الأسماء الآخر فإن كان الأمر على هذا فقد يكون خروج شفاعة وإن لم يكن فهو خروج امتنان وهبة. وعلم صور الأعراض عن الحق والكل في قبضته. وعلم ما يتميز به الإنسان من سائر الحيوان كله والنبات والجماد والملائكة مخلوقون في المعارف إلا لطيفة الإنسان وإنها تخالف سائر المخلوقات في الخلق وهل العقل الذي في الإنسان وجد لاقتناء العلوم أو لدفع الهوى خاصة ما له غير ذلك وهذه المسألة من مسائل سهل بن عبد الله التستري ما رأيت غيره ذكرها ولا وصلت إلينا إلا من طريقه وعلوم هذا المنزل لا تحصى كثرة فاقتصرنا من ذلك على ما ذكرناه فإنه كالأمهات لما بقي في المنزل من العلوم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الحادي عشر وثلاثمائة في معرفة منزل النواشئ الاختصاصية الغيبية من الحضرة المحمدية) دثروني زملوني قول من * خصه الرحمن بالعلم الحسن حين جلى الروح بالأفق له * وهو في غار حراء قد سجن نفسه فيه لأمر جاءه * في غيابات الفؤاد المستكن لتجل قام في خاطره * صورة مجموعة من كل فن سورة سينية صادية * جمع السر لديها والعلن فأتى يرجف منها هيبة * غادة تؤنسه حتى سكن سألته ما الذي أقلقه * قال أمر قد نفى عني الوسن هو أن الله قد أكرمني * بالذي أكرم أصحاب اللسن من رسول ونبي مجتبى * في علوم وبلاء ومحن كلما أحضره في خلدي * حن قلبي لتجليه وأن فلذا يقلقني مشهده * ولذا أزهد في دندن دن اعلم أنه ليلة تقييدي هذا الباب رأيت رؤيا سررت بها واستيقظت وأنا أنشد بيتا كنت قد عملته قبل هذا في نفسي وهو من باب الفخر وهو في كل عصر واحد يسمو به وأنا لباقي العصر ذاك الواحد وذلك أني ما أعرف اليوم في علمي من تحقق بمقام العبودية أكثر مني وإن كان ثم فهو مثلي فإني بلغت من العبودية غايتها فإنا العبد المحض الخالص لا أعرف للربوبية طعما رئ يوما عتبة الغلام وهو يخطر في مشيته شغل التائه المعجب بنفسه فقيل له يا عتبة ما هذا التيه الذي أنت فيه ولم يكن يعرف هذا منك قبل اليوم فقال وحقيق لمثلي أن يتيه وكيف لا أتيه وقد أصبح لي مولى وأصبحت له عبدا واعلم أنه في كل زمان لا بد من واحد فيه في كل مرتبة متبرز حتى في أصحاب الصنائع وفي كل علم لو تفقد ذلك الزمان وجد الأمر على ما قلناه والعبودية من جملة المراتب والله سبحانه قد منحنيها هبة أنعم بها علي لم أنلها بعمل بل اختصاص إلهي أرجو من الله أن يمسكها علينا ولا يحول بيننا وبينها إلى أن نلقاه بها فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون واعلم أن هذا المنزل منزل النواشئ الاختصاصية وهي عبارة عن بداية وأولية كل مقام وحال قال تعالى وننشئكم فيما لا تعلمون فلو كانت إعادة أرواحنا إلى أجسادنا على هذا المزاج الخاص الذي كان لنا في النشأة الدنيا لم يصح قوله تعالى فيما لا تعلمون فإنه قد قال تعالى ولقد علمتم النشأة الأولى فلو لا تذكرون وقال كما بدأكم تعودون يعني في النشأة الآخرة إنها تشبه النشأة الدنياوية في عدم المثال فإن الله أنشأنا على غير مثال سبق
(٤١)