الإيجاد والتقدير من المدة وفيه علم ترتيب الموجودات في الإيجاد بمرور الأزمان وعلى من مرت هل على الموجد أو على الموجودات فيعلم من تقيد بها وهل كان ذلك التقييد بها اختيارا أو شيئا لا بد منه وفيه علم ما إذا توجه الحق على إيجاد أمر ما هل في ذلك أعراض عن أمر آخر أم لا وفيه علم لماذا يستند الفكر في حكمه وهل له سلطان إلهي يعضده حتى يتمسك بذلك أهل الأفكار أم لا وإن لم يشعروا بذلك أو ربما أحالوه لو بين لهم وهو في نفس الأمر صحيح وفيه علم نزول الأمر الإلهي ورجوعه إلى ما منه نزل وكم مدة ذلك من الزمان وفيه علم ارتباط السبب بالمسبب اسم فاعل بكسر الباء وهل يصح فعل ذلك من الله من غير هذا السبب المعين أو من غير سبب أم لا وفيه علم ارتباط العلم والرحمة والعزة مع ما بين الرحمة والعزة من التنافر وفيه علم الأعلى في الأنزل وما ثم علم الأنزل في الأعلى وفيه علم الأحسن في عالم الأمر والخلق وبما هو أحسن وما ثم قبيح ولا مفاضلة في الحسن وفيه علم منزلة هذه النشأة الإنسانية على غيرها من النشآت والعناية بها مع كونها خلقت لشقاء ولسعادة وكان الأمر يقتضي أن لا شقاء لما ظهر من العناية بها وفيه علم ما يتولد عن هذا الإنسان في العالم من الأمور وفيه علم المساكن وما قدم منها وما أخر وما يتبدل منها وما لا يتبدل وما يلحقه التغيير وما لا يلحقه التغيير وفيه علم ما يختلف فيه نشأة الإنسان في الدارين من حيث صورته الظاهرة وما لا يختلف من نشأته في صورة روحه أو لتلك النشأة الأخرى روح آخر يخلقه الله لها بحسب استعدادها وكيف هو الأمر في نفسه إذ قد وردت الإعادة فما حقيقتها وفيما ذا تكون وهو علم غريب وفيه علم كون الحق لا يلقاه العبد إلا بالموت وهل هو لقاء خاص أو ما ثم لقاء إلا بالموت وفيه علم الموت وبيد من هو وفيه علم اختلاف العالم لماذا يرجع في صوره وتخيله وفيه علم التحديد الإلهي في الآخرة مع كونها دار كشف للحقائق عند الناس أو حكمها حكم الدنيا في بعض الأمور وفيه علم ما يردك إلى مشاهدة حقيقتك وأن في ذلك سعادتك وفيه علم حب الإنسان بالطبع في أن يكون قيوما مع ذله وافتقاره وما الذي يدعوه إلى ذلك ثم اختلافهم في القيام فمنهم من يقوم عبدا ومنهم من يقوم سيدا والذي يقوم سيدا منهم من يقوم سيدا بالحجاب ومنهم من يقوم سيدا بكشف صحيح وفيه علم ما لا يعلم إلا هناك وفيه علم أدنى الدني وأدنى الدنو وما حقيقة هذا وفيه علم اختلاف أسماء أهل الاستحقاق مع وجود الاستحقاق وفيه علم الأولوية وفيه علم الحكم الإلهي يوم القيامة بما ذا يحكم ويفصل وفيه علم الاستبصار وعلم ما ينفع من الخطاب وعلم الفتح الإلهي والله يقول الحق وهو يهدي السبيل انتهى السفر الثالث والعشرون (بسم الله الرحمن الرحيم) (الباب الثالث والخمسون وثلاثمائة في معرفة منزل ثلاثة أسرار طلسمية حكمية تشير إلى معرفة منزل السبب وأداء حقه وهو من الحضرة المحمدية) قل للإمام أبي إن كنت تأنس بي * فإن أنسي بربي لا بأشكالي أنسي بربي لا بالوالدين ولا * بالأهل إن وجود المثل أمثالي مني هربت ومني استوحشت خلقي * فكيف أنسي بالماضي وبالحال وكيف يؤنسني من لا يناسبني * ولا يناسبه شئ من أحوالي والمثل ضد فكيف الأنس يا سكنى * والعقل يمنعه فالحال كالحال لما جهلت الذي لا شئ يشبهه * سواي أخطرته جهلا على بالي ما لي أقول بأن الحق يطلبني * ولست أعرفه مالي به مالي الأنس يطلبنا بأن يقوم بنا * وليس يأنس دون الدون بالعالي قد حرت فيه وإيحاشي يلازمني * ولست أطرده إلا بآمالي لا ذاق أنسا حكيم ما بدت مثل * لعينه من علوم أو من أعمالي
(٢٣٦)