من الأعيان ويحكم عليها بأنها أعيان هل تكثرت بأعراض أو بجواهر فإن الصور تختلف في النظر دائما وكل منظور إليه بالبصر من الأجسام جسم فالجسمية حكم عام ونرى فيها صورا مختلفة منها ما يكون سريع الزوال ومنها ما يبطئ في النظر والجسم جسم لم يتبدل وليس الموصوف بما ظهر إلا الجسم وكذلك الصور الروحانية والتجلي الإلهي وهذا علم فيه إشكال عظيم والتخلص منه بطريق النظر الفكري عسير جدا وفيه علم ما للنائب من الشروط أن يشترطها على من استخلفه مع علمه بأنه مقهور في إقامته نائبا فهل اشتراطه مؤذن بجهله بمن استخلفه أو بنسيانه فيذكره أو يعلمه بمصالحه أكثر من علم من استخلفه بها وينفتح في هذا الاشتراط أمور هائلة تقدح أو يعلم النائب أن من استخلفه يريد منه أن يسأله فيما اشترط عليه ليريه فقره إليه ذوقا إذ لو كان للنائب الاستقلال بما طلبه في شرطه ما اشترطه وفيه علم تعرض النائب لمن استخلفه بالرشاء وما يقبل من الرشاء وما لا يقبل وفيه علم إجابة المستخلف النائب في كل ما يسأله من مصالحه وفيه علم إن في الطعن على المستخدمين تسفيه من استخدمهم وهو علم خطر جدا ولذلك نهي عن الطعن على الملوك والخلفاء وأخبرنا أن قلوبهم بيد الله إن شاء قبضها عنا وإن شاء عطف بها علينا وأمرنا أن ندعو لهم وإن وقوع المصلحة بهم في العامة أكثر من جورهم وما حكمة جورهم مع كونهم نواب الله على الحقيقة في خلقه سواء كانوا كفار أو مؤمنين وعادلين أو جائرين ما يخرجهم ذلك عن إطلاق النيابة عليهم فهل إذا جار النائب انعزل فيما جار فيه من النيابة أو انعزل على الإطلاق من النيابة ثم جدد الحق له نيابة أخرى مجددة وفيه علم تعداد النعم من المنعم على المنعم عليه هل هو من قادح أو هل هو تعريف ليعلم قدر ذلك لما طلب منه من الشكر عليها أو هل هو عقوبة لأمر وقع منهم أو هل تسوع فيه مجموع هذه الوجوه كلها وفيه علم الرفق في التعليم في مواطن والإغلاظ في مواطن وفيه علم من أين جئت وإلى أين تروح وهل ثم رجوع على الحقيقة أم لا أو هو سلوك أبدا قد ما لا رجوع فيه والرجوع للمعقول والمحسوس في العالم لأية نسبة إلهية يرجع وهل وصف الحق بالرجوع على ما قلناه في الرجوع أم لا فإن الحقائق تأبى أن يكون ثم رجوع وفيه علم الفرق بين وصف النفوس الناطقة بالعقول والنهي والأحكام والألباب وأمثال هذه الألقاب لماذا يرجع وفيه علم ما حكمة إقامة الدليل لمن لا يعلم أن ذلك دليل وهو يعلم أنه عالم بهذه الصفة فهل هو عينه مقصود بذاك الدليل أو غيره فيكون فيه ناقلا فينتفع به ويقبله من يصل إليه من نقل هذا الذي لم يعلم أن ذلك دليل وهذا يقع كثيرا وهو قول النبي ص رب حامل فقه ليس بفقيه فإذا حمله ونقله إلى فقيه قبله ذلك الفقيه واستفاد به علما لم يكن عنده والناقل لا علم له بشئ من ذلك وفيه علم تسمية الشئ باسم الشئ إذا كان مجاورا له أو كان منه سبب وفيه علم لم أمر الشارع بقتل الساحر ولما ذا سمي كافرا ولما علم فرعون صدق موسى ع وأضمر الايمان في نفسه الذي أظهره عند غرقه حين رأى البأس هل قتل من قتل من السحرة الذين آمنوا لكونهم سحرة فقتلهم شرعا في باطن الأمر ولإيمانهم في ظاهر الأمر وإذا قتل الساحر هل ذلك القتل كفارة له وجزاء على سحره ولم يبق عليه من جهة ذلك السحر في الآخرة مطالبة فيه من الحق سبحانه وتعالى أم لا مطالبة عليه فيه من الله وفيه علم تفاضل المقربين عند الله بما ذا فضل بعضهم بعضا وفيه علم قول النبي ص في ابتلاء المؤمن بالرزايا والمصائب إن له خيرا في ذلك كله ولما ذا كان أهل الله في الدنيا أشد بلاء من سواهم ولما ذا يرجع اقتضاء ذلك في حقهم دون غيرهم من الناس المؤمنين وفيه علم لماذا جبلت النفوس على حب المال ولا سيما الذهب هل لحيازته درجة الكمال المعدني فوقعت المناسبة بين الكاملين أو هل لما فيه من قضاء حوائجهم فهم فقراء إليه لوصولهم به إلى أغراضهم وقول عيسى ع قلب كل إنسان حيث ماله فاجعلوا أموالكم في السماء تكن قلوبكم في السماء فمن اكتنز ماله فقد دفن قلبه في أرض طبيعته فلا يلتذ بمشاهدة أبيه الذي هو الروح الإلهي أبدا ومثل هذا يكون ابن أمه وإن كان له أب ولكن لا ينسب إليه كعيسى ابن مريم ع ينسب إلى أمه وما وهبه لها إلا جبريل ع لما تمثل لها بشرا سويا وأعلمها ومع هذا فما نسب إلا إلى البقعة الجسمية مع كونه يحيي الموتى من حيث ما هو من هبات الروح الأمين وفيه علم الغيرة الإلهية وممن زاحمه في الاسم الخاص الذي به شرفه وفيه علم متى يتعين إجابة السائل فيما سأل إذا سأل ومن سأل بالحال هل يتعين
(٣٢٠)