وعلم الإحسان وعلم التجلي الوسط الأوسط الذي بين الذوق والري في مذهب من يقول بالري وعلم ثلج برد اليقين من أين حصل وعلم العبودية لله دون غيره من الأشياء وما لهذه العبودية من الآثار في العلوم وعلم ما يعطيه أداء الواجبات وعلم الآخرة وعلم الهبات من العطايا واختلاف أحوال العطاء وعلم التقوى وأصناف الوقايات وعلم نعيم الأرواح وعلم العرش والرفارف والمنابر والأسرة والكراسي والمراتب وأين حظ كل واحد منها وعلم النقيضين وعلم التداني الأعلى من التداني الأنزل وعلم الظلالات وعلم الانقياد بطريق الذلة وعلم الطواف بالبيت والطائفين ولما ذا يطاف به وبما ذا يطاف وعلم الاصطلام وعلم اللآلي والسلوك وعلم الرتبة الإلهية والدنياوية وتنوعاتها وما المحمود منها وعلم التحجيل وعلم تقديس التجلي وعلم الجزاء الإلهي وعلم تنزيل الغيوب وعلم التكليف وعلم الإرادة وعلم التبديل والإبدال وعلم الاختصاص وفي كل صنف مما ذكرناه من العلوم علوم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب التاسع وثلاثمائة في معرفة منزل الملامية من الحضرة المحمدية) وهذا مقام رسول الله ص وأبي بكر الصديق رضي الله عنه وممن تحقق به من الشيوخ حمدون القصار وأبو سعيد الخراز وأبو يزيد البسطامي وكان في زماننا هذا أبو السعود بن الشبل وعبد القادر الجيلي ومحمد الأواني وصالح البربري وأبو عبد الله الشرفي ويوسف الشبربلي ويوسف بن تعز وابن جعدون الحناوي ومحمد بن قسوم وأبو عبد الله بن المجاهد وعبد الله بن تاخمست وأبو عبد الله المهدوي وعبد الله القطان وأبو العباس الحصار وما يضيق الكتاب عن ذكرهم كل من أقسم بالخلق فما * يلزم الحنث له مهما حنث فإنا أقسم بالله الذي * أسكن الأرواح أجداث الجثث وبآيات الهدى من نوره * إنه ما خلق الخلق عبث وإذا لم يكن الأمر كما * قلت يا سندي لا تكترث خاب عقل عاهد الشرع على * عقد ما قرره ثم نكث أترى يحصد شخص زرع من * بذر الحب ونقي وحرث لا وحق الحق ما يملكه * أخبر الروح به حين نفث أودع الأرواح روحا واحدا * بين زوجين نكاحا ثم بث كتم السر الذي فيه له * غيرة منه زمانا ثم بث لم يسو الله في أحكامه * حكمة ما بين شيخ وحدث ثم إن جاء بحكم جامع * لهما كان لأمر قد حدث فكان بالطفل قد حل به * هرم والشيخ قد حل الجدث كان حيا ثم ميتا ثم من * بعد موت عاد حيا فبعث اعلم وفقك الله أن رجال الله ثلاثة لا رابع لهم رجال غلب عليهم الزهد والتبتل والأفعال الطاهرة المحمودة كلها وطهروا أيضا بواطنهم من كل صفة مذمومة قد ذمها الشارع غير أنهم لا يرون شيئا فوق ما هم عليه من هذه الأعمال ولا معرفة لهم بالأحوال ولا المقامات ولا العلوم الوهبية اللدنية ولا الأسرار ولا الكشوف ولا شيئا مما يجده غيرهم فهؤلاء يقال لهم العباد وهؤلاء إذا جاء إليهم أحد يسألهم الدعاء ربما انتهره أحدهم أو يقول له أي شئ أكون أنا حتى أدعو لك وما منزلتي حذرا أن يتطرق إليهم العجب وخوفا من غوائل النفس لئلا يدخله الرياء في ذلك وإن كان منهم أحد يشتغل بقراءة فكتابه مثل الرعاية للمحاسبي وما جرى مجراه والنصف الثاني فوق هؤلاء يرون الأفعال كلها لله وإنه لا فعل لهم أصلا فزال عنهم الرياء جملة واحدة وإذا سألتهم في شئ مما يحذره أهل الطريق يقولون أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ويقولون قل الله ثم ذرهم وهم مثل العباد في الجد والاجتهاد والورع والزهد والتوكل
(٣٤)