إلهيا في الإعلام أجراه الله على لسان رسوله ص أنباء أنه ما يلقي الله في القلب إلا ما هو حق فيه سعادة الإنسان فإن رجع في ذلك إلى نفسه فقد أفلح وهذا معنى قول بعض العارفين بهذا المقام حيث قال ما رأيت أسهل علي من الورع كلما حاك له شئ في نفسي تركته وفيه علم تعظيم ما يعظم من الأحوال في القرائن وفيه علم ما ينبغي أن يثابر عليه وفيه علم المفاضلة في الأحوال من غير نظر إلى أصحابها القائمة بهم وفيه العلم بالماهيات وفيه علم تشابه الصورتين واختلاف الحكم وفيه علم حكمة إيجاد الأئمة في العالم المضلين منهم وغير المضلين وفيه علم النداء عند البلاء ولما ذا اختص به دون النعم وفيه علم إجابة الداعين والسائلين هل يزيد المجيب على مطابقة ما وقع فيه السؤال أو لا يزيد فإن زاد فهل هو إجابة سؤال حال فإن النطق لم يكن ثم وفيه علم ارتباط العالم العلوي بالسفلي ليفيد وارتباط السفلي بالعلوي ليستفيد والمفيد هو الأعلى أبدا والمستفيد هو السفلي أبدا ولا حكم للمساحة وعلو المكان وفيه علم تأثير المحجوب في المكشوف له من أي وجه أثر فيه مع علو مرتبته وأن الحق يعضده وما عقوبة ذلك المؤثر وفيه علم الأسفار وفيه علم من وصف بالحلم مع عدم القدرة والحليم لا يكون إلا قادرا على من يحلم عليه وفيه علم أثر الخيال في الحس وأين يبلغ حكمه وفيه علم حكم المراتب على أصحابها بما يكرهون وفيه علم قيمة الأشياء ولها حضرة خاصة وأنه ما من شئ إلا وله قيمة إلا الإنسان الكامل فإن قيمته ربه وفيه علم ما ينتجه الصدق ومراتب الصادقين وإن يسألوا عن صدقهم وفيه علم حضرات البركات الإلهية وفيه علم مراتب الظلم وما يحمد منه وما يذم وفيه علم الاشتراك في الأمر هل حكم ذلك الأمر في كل واحد من الشركاء على السواء أم يختلف الحكم مع الاشتراك في الأمر لاختلاف أحوال الشركاء واستعداداتهم وفيه علم صورة حضرة اجتماع الخصوم بين يدي الحاكم وفيه علم إلحاق الإناث بالذكور وفيه علم القرعة وأين يحكم بها وقول النبي ص لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لا توهما ولو حبوا وفيه علم الظلمات ولما ذا ترجع حقيقة الظلمة هل لأمر وجودي أو عدمي وفيه علم فضل التنزيه على غيره من المحامد وفيه علم الشفقة على الجنين إذا خرج والرفق به ورحمته وقول النبي ص ليس منا من لم يرحم صغيرنا وفيه علم اليقين والشك وهل يتصف صاحب اليقين بالشك فيما هو على يقين فيه أم لا وفيه علم انفراد الحق بعلم الحق وفيه علم ما ينبغي أن ينسب إلى الله وفيه علم من في طبعه أمر ما لا يزول عن حكم طبعه وإن عرض له عارض يزيله فليس بدائم الزوال والطبع أغلب وفيه علم تغير الأحوال على الملائكة من أين حصل لهم ذلك وفيه علم العناية وطبقات العالم فيه وفيه علم الأناة والعجلة وفيه علم عموم البشارة وخصوص الإنذار إلى غير ذلك من العلوم التي يطول ذكرها فقصدنا إلى ذكر المهم منها والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الثامن والأربعون وثلاثمائة في معرفة منزل سرين من أسرار قلب الجمع والوجود) إن قيل هل في وجود الكون أوسع من * من رحمة الله فقل قلب إذا كانا بيت الإله لإيمان يقوم به * مع التورع والتقوى إذا زانا يحيط بالحق علما عين صورته * وهو العزيز الذي في عينه هانا القلب ملكي والسكنى لخالقه * عمري ورقبى وإيمانا وإحسانا قال رسول الله ص إني لأجد نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن فنفس الله عنه بالأنصار فكانت الأنصار كلمات الله نصر الله بهم دينه وأظهره وهذا المنزل هو منزل ذلك التنفس الرحماني وهذا المنزل عنه ظهرت جميع المنازل الإلهية كلها في العالم الذي هو كل ما سوى الله تعالى علوا وسفلا روحا وجسما معنى وحسا ظاهرا وباطنا فمنه ظهرت المقولات العشر وجاء في الخبر النبوي رائحة لما قلناه وله وجوه إلى كل جنس ونوع وشخص من العالم لا تكون لجنس آخر ولا لنوع آخر ولا لشخص آخر ولهذا المنزل صورة وروح وإمداد إلهي من حيث ما نسب الحق إلى نفسه من الصورة ولكن من باطن الصورة وحكم هذا الإمداد في الظاهر والباطن من صورة هذا المنزل لكنه في الباطن أتم ولهذا أخر الاسم الباطن عن الأول والآخر والظاهر لما عبر عن هذه النعوت الإلهية وذلك أن الأمر الإلهي في التالي أتم منه وأكمل
(١٩٧)