نفس تلك الصورة التي أدركها البصر وفي وقت آخر يعطيه الكشف بما تكلم به ذلك الشخص فيه قلبه وهو الكلام على الخاطر عن علم معين له وكشف لا عن زجر ولا حدس ولا موافقة وفيه علم ما يبقى الرفق الإلهي بالعالم وفيه علم حكمة وجود العالم وفيه علم أسباب النزول وفيه علم الوهب والكسب وفيه علم ما هو الأمر الذي يقوم فيه العبد مقام سيده وفيه علم رعاية الأسباب التي أعطت الخير لصاحب النظر فيها وفيه علم الإبدال أي علم الصور التي يدركها البدل على صورته حيث شاء على علم منه وإن منزلته منزلة عيسى ع في قوله والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا وعلم الصور التي يقيمها الحق بد لا من صورة هذا الذي يقام عنه حيث شاء الحق على غير علم من هذا الذي يقام عنه ومنزلته فيها منزلة يحيى ع في قول الله وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا وأي المقامين أتم وأعلى وكون يحيى لم يجعل له من قبل سميا واختصاصه بذبح الموت يوم القيامة وفيه علم ما السبب الذي يدعو الإنسان أن يطلب الانفراد بالأتم والأعلى والتفوق على غيره وفيه علم رفع المقادير هل ترفع في نفس الأمر أو لا يصح رفعها وإنما ترفع في حق من ترفع في حقه وهي مقدرة عند الله من حيث لا يشعر العالم بذلك وفيه علم إن كل شئ يعلمه الإنسان إنما هو تذكر لا ابتداء علم وأن كل علم عنده لكنه نسيه وفيه علم صورة تسليط الجن على الإنس والإنس على الجن وهل تسليط الجن على الإنس ظاهر أو باطنا أو هو في حق قوم ظاهرا خاصة والباطن معصوم أو كيف هو الأمر وكذلك القول في تسليط الإنس على الجن إلا إن الإنس ليس لهم تسليط إلا على ظاهر الجن الأمن تروحن من الأنس وتلطف معناه بحيث يظهر في ألطف من صور الجن فيسري بذاته في باطن الجن سريان الجن في باطن الإنس فيجهله الجني ويتخيل أن ذلك من حكم نفسه عليه وهو حكم هذا الإنسي المتروحن وما رأيت أحدا نبه على هذا النوع من العلم وأطلعني الله تعالى عليه فما أدري هل علمه من تقدم من جنسي وما ذكره أم لا وفيه علم الدواء الذي يزيل به الإنسان ما أثر فيه الجن في تسلطه عليه وفيه علم ما ينكشف له بعد ذهاب هذا الأثر منه وفيه علم صدور الكثرة عن الواحد وهل صدر عن الواحد أحدية الكثرة أو الكثرة وفيه علم الصادر عن المصدر أنه يؤذن أن يكون له حكم المصدر فإن ثبت هذا فيكون مال العالم المكلف إلى الراحة فإن الحق ما صدر عنه العالم من يوم الأحد إلى يوم الجمعة ودخل يوم الأبد وهو يوم السبت والسبت الراحة وهو السابع من الأيام الذي لا انقضاء له وما مس الخالق من لغوب في خلقه ما خلق ولكن كان يوم السبت يوم الفراغ من طبقات العالم وبقي الخلق من الله فيما يحتاج إليه هذا العالم من الأحوال التي لا ينتهي أبدها ولا ينقضي أمدها وفيه علم نش ء الملائكة وفيه علم نش ء الإنسان ومرتبته وما له من الحضرة الإلهية وتفاضل أشخاص هذا النوع بماذا يكون التفاضل هل بالنشء أو بما يقبله من الأعراض وفيه من العلوم غير هذا ولكن قصدنا إلى المهم فالمهم من ذلك لننبه القلوب عليه والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب السابع والأربعون وثلاثمائة في معرفة منزل العندية الإلهية والصف الأول عند الله تعالى) كم بين من يعلم ما كان له * وبين من زاد على علمه هذا الذي في علمه يرتقي * وذاك ما يبرح من حكمه فالحال للأول من كيفه * والعلم للاخر من كمه كمه لا ينتهي حكمه * فعلمه يربي على فهمه لولا وجود الحرف ما كان لي * فهم وقد يدرك من وهمه فالعلم والفهم لعيني معا * وليس للحق سوى علمه وقال تعالى وما عند الله باق وقال آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما وقال وعند مفاتح الغيب وقال رسول الله ص كما تصف الملائكة عند ربها وقال تعالى إن الله عنده علم الساعة وقال تعالى وإن من شئ إلا عندنا خزائنه فاختلفت إضافات هذه العندية باختلاف ما أضيفت إليه من اسم وضمير وكناية وهي ظرف ثالث وما رأيت من أهل الله من تنبه له حتى يعرف ما هو فإنه ليس بظرف زمان ولا ظرف مكان مخلص بل ما هو ظرف مكانة جملة واحدة على
(١٩٢)