فيمن رويت له أو رآها لنفسه ما أثبت الشارع لذلك الخوف مزيلا وهو قوله أن يتفل صاحب الرؤيا المفزعة على يساره ثلاثا ويستعيذ بالله من شر ما رأى فإنها لا تضره وليتحول من شقه الذي كان عليه نائما حين الرؤيا إلى شقه الآخر فإنها تتحول بتحولة كما يحول صاحب الاستسقاء رداءه عند الدعاء فيحول الله حالة الجدب بالخصب ويرمي شرها عمن اتخذه معاذا فلم يؤثر فيه إذ هو ليس بمحل للأثر وإن كان قد ورد ولكن على وجه خاص فقد ورد في الشرع أن العبد يفعل فعلا يسخط به ربه ويفعل فعلا يرضي به ربه وفيه علم في أي صورة يستعمل الدليل العقلي وفي أي صورة لا يستعمل وفيه علم حقائق الأشياء التي بالعلم بها يصح أن تكون معلومات وفيه علم الحدود الإلهية الموضوعة في العالم في الدنيا والآخرة وتنتهي أوقاتها وفيه علم العلم المولد من غير المولد علم ما ظهر عن الفكر والتدبر والرؤية وفيه علم مقارعة الوجود العدم وفي أي حضرة أو ميدان يجتمعان وليس لهما ميدان مقارعة إلا الممكنات فالمرجح غالب والمرجوح مغلوب وفيه علم التوحيد الإلهي وأماكنه ستة وثلاثون وفيه علم ما يعلل وما لا يعلل وفيه علم ما ينبغي أن يتخذ عدة للشدائد من الأسباب وغيرها وما ثم غير سبب تدفع به وفيه علم الفصل والوصل ولهما بابان في هذا الكتاب وفيه علم الأصل الذي منه أو به ظهرت الأكوان وأعيان العالم وفيه علم من هو العالم ومن يحفظ عليه صورته ومن لا يحفظ عليه صورته وفيه علم نسبة الحركة إلى العالم العلوي وما يطلب بتلك الحركة وفيه علم الانتقال من حال إلى حال وما أصل ذلك وفيه علم نشأة الإنسان على الانفراد وأعني بالإنسان الإنسان الحيوان وفيه علم التثبت في الأمور وما سبب وما ينتج وفيه علم العجز والقصور ومن هو أهله وفيه علم الحافظ والحفظ والمحفوظ من حيث ما هو محفوظ والمحفوظ به وفيه علم الزيادة والنقص وأن الدنيا من حين خلقها الله ما زالت تنقص وأن الآخرة من حين شرع النقص في الدنيا ما زالت تزيد فيه في كل يوم في مزيد والدنيا في كل يوم أيضا في نقص وفيه علم من علم أنه لا يكون منه كون كذا لما طولب بكون ذلك كمن يطلب القيام من المقعد الذي لا يصح منه القيام ولما ذا يريده مع علمه بأنه لا يستطيعه وفيه علم عناية الحق بعبده في حال لا يتصف فيه العبد بالعقل ولا بالوجود كأبي يزيد وأمثاله من الأولياء وكعيسى ويحيى من الأنبياء وفيه علم إقامة الحجج وفيه علم ما يستقل العقل بإدراكه مما لا يستقل بإدراكه وفيه علم طيب الخبيث عند الخبيث وفيه علم نسبة الإصابة لكل مجتهد ومعنى نسبة الخطاء إلى المجتهد وأن ذلك الخطاء علم في نفس الأمر وحكم الله وفيه علم الصنائع العملية بالفطرة والرؤية والتعليم فهذه ثلاثة أحوال فهي بالفطرة في الحيوان وبالتعليم في الضعيف العقل والرؤية وبالرؤية والتدبير في القوي العقل الصحيح الفكر والنظر وفيه علم ما يتقى ومن يتقي وبما ذا يتقى وأصناف المتقين وفيه علم الفرق بين البلاء والابتلاء وفيه علم القرين الصالح هل الصلاح فيه بالجعل أو بالأصالة وفيه علم حكم الجزاء الوفاق المناسب بالاتفاق وفيه علم أحوال الندم ومتى يتعين وقته وفيه علم التبديل والتحويل في الصور مع بقاء العين وهل ينتقل الاسم بانتقال الحال أم لا وفيه علم ترتيب الكتب الإلهية مع أن الكلام واحد في نفسه وكيف ينسب للمتأخر التقدم على من هو متأخر عنه وفيه علم ما تعطيه العبادة من العلوم وفيه علم عموم رحمة المخلوق وهو من أسنى العلوم وأخفاها وفيه علم ما يمكن أن يكون فيه التساوي بين المخلوقات وبين ما لا يكون وفيه علم التنزيه ومكانة الخلق من الحق والحق من الخلق والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الرابع والستون وثلاثمائة في معرفة منزل سرين من عرفهما نال الراحة في الدنيا والآخرة والغيرة الإلهية) إذا ما قام شخص عن سواه * بأحكام فذاك المستناب فإن لم يستنبه وقام فيها * فلا شك لديه ولا ارتياب ولو يدعو عليه إذا تعدى * لكان دعاؤه فيه يجاب لصدق الوعد والإخلاص فيه * يصيب إذا يريد ولا يصاب هذا منزل البشري الإلهية بالراحة التي أوجبها الاعتناء الإلهي بمن بشر بها من عباد الله الصالحين إلى يوم القيامة وفي القيامة فإن الله لم يزل كل شئ عنده بالفعل في عباده ما عنده شئ بالقوة فوردت التعريفات الإلهية إليه بما كان لله فيه
(٣١٣)