يوما من أيام الشمس وكذلك نأخذ أيام كل كوكب بهذا اليوم الحاكم على الكل إذ كان انتهاء دورة الفلك المحيط فنأخذ يوم كل كوكب بقدر قطعه الفلك الأقصى وهو الأطلس الذي لا كوكب فيه فأكبرها قطعا فيه فلك الكواكب الثابتة وإنما سميت ثابتة لأن الأعمار لا تدرك حركتها القصر الأعمار لأن كل كوكب منها يقطع الدرجة من الفلك الأقصى في مائة سنة إلى أن تنتهي إليها فما اجتمع من السنين فهو يوم ذلك الكواكب فيحسب ثلاثمائة وستين درجة كل درجة مائة سنة وقد ذكر لنا في التاريخ المتقدم أن تاريخ أهرام مصر بنيت والنسر في الأسد وهو اليوم عندنا في الجدي فاعمل حساب ذلك تقرب من علم تاريخ الأهرام فلم يدر بانيها ولم يدر أمرها * على أن بانيها من الناس بالقطع ولقد أراني الحق تعالى فيما يراه النائم وأنا طائف بالكعبة مع قوم من الناس لا أعرفهم بوجوههم فأنشدونا بيتين ثبت على البيت الواحد ومضى عني الآخر فكان الذي ثبت عليه من ذلك لقد طفنا كما طفتم سنينا * بهذا البيت طرا أجمعينا وخرج عني البيت الآخر فتعجبت من ذلك فقال لي واحد منهم وتسمى لي باسم لا أعرف ذلك الاسم ثم قال لي أنا من أجدادك قلت له كم لك منذ مت فقال لي بضع وأربعون ألف سنة فقلت له فما لآدم هذا القدر من السنين فقال لي عن أي آدم تقول عن هذا الأقرب إليك أو عن غيره فتذكرت حديثا عن رسول الله ص إن الله خلق مائة ألف آدم فقلت قد يكون ذلك الجد الذي نسبني إليه من أولئك والتاريخ في ذلك مجهول مع حدوث العالم بلا شك فإن العالم لا تصح له رتبة القدم أي نفي الأولية لأنه مفعول لله أوجده عن عدم مرجح بوجود مرجح لأن الإمكان له من ذاته فالترجيح لا يزال له وكل ما زاد على الأعيان التي هي محل ظهور الأحكام فصورتها صورة الزمان نسب وإضافات لا أعيان لها من أكوان وألوان ونعوت وصفات ولكل نسبة وإضافة وكون ولون ونعت وصفة اسم خاص أو أسماء هذا تحقيق الأمر في كل ما ذكرناه وقل بعد ذلك ما شئت (الباب الأحد والتسعون وثلاثمائة في معرفة منازلة المسلك السيال الذي لا يثبت عليه أقدام الرجال السؤال) رأيت الحق في الأعيان حقا * وفي الأسماء فلم أره سوائي ولست بحاكم في ذاك وحدي * فهذا حكمه في كل رائي وعند المثبتين خلاف هذا * هو الرائي ونحن له المرائي قال الله عز وجل فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وهو القائل فاقتلوهم حيث وجدتموهم فأظهر آمرا وأمرا ومأمورا في هذا الخطاب التكليفي فلما وقع الامتثال وظهر القتل بالفعل من أعيان المحدثات قال ما هم أنتم الذين قتلتموهم بل أنا قتلتهم فأنتم لنا بمنزلة السيف لكم أو أي آلة كانت للقتل فالقتل وقع في المقتول بالآلة ولم يقل فيه إنه القاتل وقيل في الضارب إنه القاتل كذلك الضارب به بالنسبة إلينا مثل السيف له عنده فلا يقال في المكلف إنه القاتل بل الله هو القاتل بالمكلف وبالسيف فقام له المكلف مقام اليد الضاربة بالسيف كالحجر الأسود يمين الله في البيعة تقبيلا واستلاما كالمصافحة من الشخصين وتحرير هذه المنازلة معرفة الأمور الموجبة للأحكام هل لها أعيان وجودية أو هي نسب تطلبها الأحكام فهي معقولة بأحكامها وبقي العلم في المحل الذي ظهرت فيه هذه الأحكام ما هو هل هو عين الممكن وهذه النسب للمرجح مثل ما قال فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وقوله والله خلقكم وما تعملون أو هل المحل وجود الحق وهذه الأحكام أثر الممكنات في وجود الحق وهو ما يظهر فيه من الصور فكل صورة تشهد صورة وهي آثار الممكنات في وجود الحق فيرى زيد صورة خالد في وجود حق ويرى خالد صورة زيد في وجود حق وكذلك كل حالة يرى تلك الصورة عليها مثل الصورة سواء وكلا الأمرين قد قال به طائفة من أهل الله وكيفما كان على القولين فلا يتمكن لكل صاحب قول الثبات على أمر واحد بل بنفس ما يثبت الحكم لأمر يثبته لأمر آخر وينفيه عن ذلك الأمر الأول فهو ينفي السابق ويثبت اللاحق فبأي أمر بدأ يكون له هذا الحكم في القولين معا مثل قوله وما رميت
(٥٤٩)