الرؤية علما بالله أعطاهم إياه العيان لم يكن عندهم فإن المعلوم إذا شوهد تعطي مشاهدته أمرا لا يمكن أن يحصل من غير مشاهدة كما قيل ولكن للعيان لطيف معنى * لذا سأل المعاينة الكليم وهذا ذوق يعرفه كل من أقيم في هذه الحال لا يقدر على إنكاره من نفسه (الفصل التاسع) في العالم وهو كل ما سوى الله وترتيبه ونضده روحا وجسما وعلوا وسفلا اعلم أن العالم عبارة عن كل ما سوى الله وليس إلا الممكنات سواء وجدت أو لم توجد فإنها بذاتها علامة على علمنا أو على العلم بواجب الوجود لذاته وهو الله فإن الإمكان حكم لها لازم في حال عدمها ووجودها بل هو ذاتي لها لأن الترجيح لها لازم فالمرجح معلوم ولهذا سمي عالما من العلامة لأنه الدليل على المرجح فاعلم ذلك وليس العالم في حال وجوده بشئ سوى الصور التي قبلها العماء وظهرت فيه فالعالم إن نظرت حقيقته إنما هو عرض زائل أي في حكم الزوال وهو قوله تعالى كل شئ هالك إلا وجهه وقال رسول الله ص أصدق بيت قالته العرب قول لبيد ألا كل شئ ما خلا الله باطل يقول ما له حقيقة يثبت عليها من نفسه فما هو موجود إلا بغيره ولذلك قال ص أصدق بيت قالته العرب ألا كل شئ ما خلا الله باطل فالجوهر الثابت هو العماء وليس إلا نفس الرحمن والعالم جميع ما ظهر فيه من الصور فهي أعراض فيه يمكن إزالتها وتلك الصور هي الممكنات ونسبتها من العماء نسبة الصور من المرآة تظهر فيها لعين الرائي والحق تعالى هو بصر العالم فهو الرائي وهو العالم بالممكنات فما أدرك إلا ما في علمه من صور الممكنات فظهر العالم بين العماء وبين رؤية الحق فكان ما ظهر دليلا على الرائي وهو الحق فتفطن واعلم من أنت وأما نضده على الظهور والترتيب فأرواح نورية إلهية مهيمة في صور نورية خلقية إبداعية في جوهر نفس هو العماء من جملتها العقل الأول وهو القلم ثم النفس وهو اللوح المحفوظ ثم الجسم ثم العرش ومقره وهو الماء الجامد والهواء والظلمة ثم ملائكته ثم الكرسي ثم ملائكته ثم الأطلس ثم ملائكته ثم فلك المنازل ثم الجنات بما فيها ثم ما يختص بها وبهذا الفلك من الكواكب ثم الأرض ثم الماء ثم الهواء العنصري ثم النار ثم الدخان وفتق فيه سبع سماوات سماء القمر وسماء الكاتب وسماء الزهرة وسماء الشمس وسماء الأحمر وسماء المشتري وسماء المقاتل ثم أفلاكها المخلوقون منها ثم ملائكة النار والماء والهواء والأرض ثم المولدات المعدن والنبات والحيوان ثم نشأة جسد الإنسان ثم ما ظهر من أشخاص كل نوع من الحيوان والنبات والمعدن ثم الصور المخلوقات من أعمال المكلفين وهي آخر نوع هذا ترتيبه بالظهور في الإيجاد وأما ترتيبه بالمكان الوجودي أو المتوهم فالمكان المتوهم المعقولات التي ذكرناها إلى الجسم الكل ثم العرش ثم الكرسي ثم الأطلس ثم المكوكب وفيه الجنات ثم سماء رحل ثم سماء المشتري ثم سماء المريخ ثم سماء الشمس ثم سماء الزهرة ثم سماء الكاتب ثم سماء القمر ثم الأثير ثم الهواء ثم الماء ثم الأرض وأما ترتيبه بالمكانة فالإنسان الكامل ثم العقل الأول ثم الأرواح المهيمة ثم النفس ثم العرش ثم الكرسي ثم الأطلس ثم الكثيب ثم الوسيلة ثم عدن ثم الفردوس ثم دار السلام ثم دار المقامة ثم المأوى ثم الخلد ثم النعيم ثم فلك المنازل ثم البيت المعمور ثم سماء الشمس ثم القمر ثم المشتري ثم زحل ثم الزهرة ثم الكاتب ثم المريخ ثم الهواء ثم الماء ثم التراب ثم النار ثم الحيوان ثم النبات ثم المعدن وفي الناس الرسل ثم الأنبياء ثم الأولياء ثم المؤمنون ثم سائر الخلق وفي الأمم أمة محمد ص ثم أمة موسى ع ثم الأمم على منازل رسلها وأما ترتيبه بالتأثير فمنه المؤثر بالحال ومنه ما هو المؤثر بالهمة ومنه ما هو المؤثر بالقول ومنه ما هو المؤثر بالفعل أعني بالآلة ومنهم المؤثر بمجموع الكل ومنهم المؤثر بمجموع البعض ومنهم المؤثر بغير قصد لما ظهر منه من الأثر كتأثيرات الرياح بهبوبها في الرمال وغيرها وهي صورة الأشكال وما في الوجود إلا مؤثر ومؤثر فيه مطلقا ومؤثر اسم مفعول يكون له أثر بالحال كصور تحدث فتؤثر بالحال في واهب الأرواح لها وقد ذكرنا في نضد العالم خطبة وهي هذه التي أنا ذاكرها ذكر الخطبة في نضد العالم الجد
(٤٤٣)