مجبور في مثل هذا مكره على أن يريد الوقاع ولا يظهر حكم إرادته إلا بالوقوع ولا يكون الوقاع إلا بعد الانتشار ووجود الشهوة وحينئذ يعصم نفسه من المكره له على ذلك المتوعد له بالقتل إن لم يفعل فصح الإكراه في مثل هذا بالباطن بخلاف الكفر فإنه يقنع فيه بالظاهر وإن خالفه الباطن فالزاني يشتهي ويكره تلك الشهوة فإنه مؤمن ولولا أن الشهوة إرادة بالتذاذ لقلنا إنه غير مريد لما اشتهاه من يشتهي الأمر قد نراه * غير مريد لما اشتهاه لكنه اضطر فاشتهاه * في ظاهر الأمر إذ رآه فقل له يحتمي عساه * ينفعه الله إذ حماه قد قلت قولا إن كان حقا * عساه يجري إلى مداه أداء الحقوق من الواجب * على شاهد أو على غائب وما ثم إلا حقوق فمن * يقوم بها قام بالواجب ومن لم يقم بأداء الحقوق * دعته الشريعة بالغاصب (وصل) الممكن إذا وجد لا بد من حافظ يحفظ عليه وجوده وبذلك الحافظ بقاؤه في الوجود كان ذلك الحافظ ما كان من الأكوان فالحفظ خلق لله فلذلك نسب الحفظ إليه لأن الأعيان القائمة بأنفسها قابلة للحفظ بخلاف ما لا يقوم بنفسه من الممكنات فإنه لا يقبل الحفظ ويقبل الوجود ولا يقبل البقاء فليس له من الوجود غير زمان وجوده ثم ينعدم ومتعلق الحفظ إنما هو الزمان الثاني الذي يلي زمان وجوده فما زاد فالله حفيظ رقيب والعين القائمة بنفسها محفوظة مراقبة وحافظ الكون حفيظ زمان وجوده والحق مراقب بفتح القاف للعبد غير محفوظ له فإنه لا يقبل أن يكون محفوظا فإنه الصمد الذي لا مثل له ألا تراه قد قال لنبيه ع ما يقوله لمن عبد غير الله ينبههم أن كل ما سوى الله من معبود يطلب بذاته من يحفظ عليه بقاء وجوده فقال له يا محمد قل أفغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم وقد قرى الثاني في الشاذ بفتح الياء فكل موجود له بقاء في وجوده فلا بد من حافظ كياني يحفظ عليه وجوده وذلك الحافظ خلق لله وهو غذاء هذا المحفوظ عليه الوجود فلا تزال عينه وإن تغيرت صورته ما دام الله يغذيه بما به بقاؤه من لطيف وكثيف ومما يدرك ومما لا يدرك فالسعيد من الحافظين هو من يرى أنه مجعول للحفظ قال تعالى وإن عليكم لحافظين وليس هؤلاء من حفظة الوجود وإنما هؤلاء هم المراقبون أفعال العباد وإنما الحفظة العامة في قوله ويرسل عليكم حفظة فنكر فدخل تحت هذا اللفظ حفظة الوجود وحفظة الأفعال إذا قلت إن الله يحفظ خلقه * فما هو إلا خلقه ما به الحفظ فهذا هو المعنى الذي قد قصدته * ودل عليه من عبارتنا اللفظ فلا تلفظن ما قلت فيه فإنه * سيرديك إن حققته ذلك اللفظ (وصل) القلم واللوح أول عالم التدين والتسطير وحقيقتهما ساريتان في جميع الموجودات علوا وسفلا ومعنى وحسا وبهما حفظ الله العلم على العالم ولهذا ورد في الخبر عنه ص قيدوا العلم بالكتابة ومن هنا كتب الله التوراة بيده ومن هذه الحضرة اتخذ رسول الله ص وجميع الرسل ع كتاب الوحي وقال كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون وقال في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وقال وكل شئ أحصيناه في إمام مبين وقال في كتاب مكنون وقال في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة وقال ونكتب ما قدموا وآثارهم والكتب الضم ومنه سميت الكتيبة كتيبة لانضمام الأجناد بعضهم إلى بعض وبانضمام الزوجين وقع النكاح في المعاني والأجسام فظهرت النتائج في الأعيان فمن حفظ عليها هذا الضم الخاص أفادته علو ما لم تكن عنده ومن لم يحفظ هذا الضم الخاص المفيد العلم لم يحصل على طائل وكان كلاما غير مفيد إذا كان إنتاج فلا بد من ضم * وما كل موجود يكون عن الضم
(٢٢١)