ذلك التالي أو ضعفه فهو مع ما حصل في نفسه من ذلك ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وهذا أمر إضافي فقد يكون الأمر عند زيد أهول منه عند عمرو وقد يكون عند عمرو أمر آخر أهول منه عند زيد فتؤثر الأهوال عند كل واحد منهما بحيث أن يقول كل واحد منهما عن صاحبه عجبت لفلان ما الذي رأى حتى أثر فيه بما ظهر عليه كيف به لو علم ما عندي من هذا الذي لم يرفع به رأسا كل واحد منهما يقول هذه المقالة والعالم الكامل الثالث يقول خلاف قولهما ويعلم السبب المؤثر في كل واحد منهما فيعلم منهما ما لا يعلمان من نفوسهما فسبحان الحكم العدل منزل الأشياء منازلها ومعين المراتب لأهلها فإذا علمت هذا علمت علما غريبا هو العجب العجاب يحتوي على سر لا يتمكن كشفه ولا ينبغي التصريح به فإن الله يغار على العبد أن يظهر مثل هذا فإنه أمر يقتضيه الوجود وهو عظيم الفائدة فما ظهر العالم إلا بالنسب ولا حصل القبول من العالم لما قبله من العالم أيضا إلا بالنسب فالموجد بالنسب والقابل بالنسب فالحكم لها وقد علمت ما هي النسب فيها صح وجودي وبها صح للكون من الله نسب فله الشكر على ما خصني امتنانا من معارف النسب فبها صحت السعادة فينا * وبها صح للشقي الشقاء عدم بحكم الوجود وأبدى * عجبا فيه كيف ليس يشاء فهو الموجد المؤثر فينا * وهو الحق ليس فيه امتراء فالله غني عن العالمين والغني صفة تنزيه وأعظم الثناء عندنا في حق الحق قوله تعالى ليس كمثله شئ سواء كانت كاف الصفة أو كانت زائدة وكونها للصفة أبلغ في الثناء عند العالم باللسان الذي نزل به القرآن يقول رسول الله ص في دعائه وثنائه على ربه عز وجل لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك يريد قوله تعالى ليس كمثله شئ وقال الصديق الأكبر رضي الله عنه العجز عن درك الإدراك إدراك والحق سبحانه ما أثنى على نفسه بأعظم من نفي المثل فلا مثل له سبحانه ولهذا قال في حق العالم من حيث ما هو ناطق وإن من شئ إلا يسبح بحمده والتسبيح تنزيه فإذا أسندت العالم إليه تعالى في الوجود وقلت إنه موجد العالم لم يتمكن لك أن تعقل هذا إلا بنسب تثبتها من حياة وعلم وقدرة وإرادة هذا حد نظر العقل ويثبت بالشرع أنه قائل فإن كانت أعيانا زائدة على ذات فما أوجد شيئا بها إلا عن تعلق بالذي حدث والتعلق نسبة منها إلى المتعلق وإن كانت هذه الصفات ليست بزائدة وإنما ثم عين واحدة وهي الذات وتوجهاتها على إيجاد الممكنات فالتوجهات نسب وهي مختلفة لما يظهر في العالم من الاختلاف الذي هو دليل على حكمنا بها فعلى كل حال ما زالت من النسب وهي الثابتة في العقائد وفي نفوس العلماء كانوا ما كانوا جاء حديث وارد * عن النبي المصطفى * بأن من خالفه * في عقده على شفى وما له من دائه * برء يكون وشفا * إلا إذا وافقه * في أمره ثم وفي بكل ما خاطبه * به وإن زل عفا * عنه الذي كلفه * وهو الإله وكفى وهذا القول كله صحيح فهل حصل في معلومات الأنسب من جانب الحق ومن جانب المخلوق فأوجدت بنسب وقبلت بنسب وأوضح من هذا الذي ذكرنا فما يكون والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الرابع والتسعون وثلاثمائة في معرفة منازلة من تأدب وصل ومن وصل لم يرجع ولو كان غير أديب) لولا الشهود وما فيه من النعم * ما كان لي أمل في الكون في العدم كناية فيه حتى قال كن فبدت * أعياننا لسماع الكون في الكلم فلو فتحنا عيونا ما بها رمد * كنا حيارى كمثل العمي في الظلم ولم نكن فوجود النار أظهرنا * نورا فنحن بكون غير منقسم
(٥٥٥)