الذي لا يخطئ أبدا فإن فهمت قدر ما ذكرته لك ونبهتك عليه علمت عناية الله بهذه الأمة فيما أبقى عليها من النبوة وهو زبدة محضتها ويكفي هذا القدر من هذا المنزل ويتضمن هذا المنزل من العلوم علم التنزيه وعلم التوحيد الإلهي وعلم تنزيه العالم العلوي والسفلي وعلم المشيئة والكلام وعلم الأعمال وتفاصيلها وعلم المحبة الإلهية من وجه خاص لا من جميع الوجوه وأعني بالوجه الخاص حبه للتوابين وحبه للمتطهرين وحبه للمؤمنين فلا تتساوى وجوه المحبة لعدم تساوى هذه الطبقات وإن لم يكن كذلك فآية فائدة للتفصيل فيها وعلم السبل الإلهية وعلم مجاهدة النفوس ورياضاتها وعلم الثبات عند الواردات وعلم التأييد بالمناسب الجنسي وعلم العتاب وعلم الجزاء في الدنيا وعلم العناية وعلم الخذلان وعلم معرفة مراتب الخلق والعلم الحق من العلم الخيالي وعلم التمام وعلم الأنوار وما يذم من الشرك وما يحمد وعلم الايمان وعلم المغفرة وعلم المحبة المتعلقة بالأكوان وشرف المحمود منها وعلم البشائر وعلم الوصايا الإلهية وعلم تأييد أهل الله إذا صدقوا مع الله والله يقول الحق وهو يهدي السبيل والحمد لله رب العالمين (الباب الرابع والعشرون وثلاثمائة في معرفة منزل جمع النساء الرجال في بعض المواطن الإلهية وهو من الحضرة العاصمية) إن النساء شقائق الذكران * في عالم الأرواح والأبدان والحكم متحد الوجود عليهما * وهو المعبر عنه بالإنسان وتفرقا عنه بأمر عارض * فصل الإناث به من الذكران من رتبة الإجماع يحكم فيهما * بحقيقة التوحيد في الأعيان وإذا نظرت إلى السماء وأرضها * فرقت بينهما بلا فرقان انظر إلى الإحسان عينا واحدا * وظهوره بالحكم عن إحسان اعلم أيدك الله أن الإنسانية لما كانت حقيقة جامعة للرجل والمرأة لم يكن للرجال على النساء درجة من حيث الإنسانية كما إن الإنسان مع العالم الكبير يشتركان في العالمية فليس للعالم على الإنسان درجة من هذه الجهة وقد ثبت أن للرجال على النساء درجة وقد ثبت أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس وأن أكثر الناس لا يعلم ذلك مع الاشتراك في الدلالة والعلامة على وجود المرجح وقد قال أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها وذكر ما يختص بالسماء ثم ذكر الأرض ودحيها وما يختص بها كل ذلك في معرض التفضيل على الإنسان فوجدنا الدرجة التي فضل بها السماء والأرض على الإنسان هي بعينها التي فضل بها الرجل على المرأة وهو أن الإنسان منفعل عن السماء والأرض ومولد بينهما منهما والمنفعل لا يقوي قوة الفاعل لما هو منفعل عنه كذلك وجدنا حواء منفعلة عن آدم مستخرجة متكونة من الضلع القصير فقصرت بذلك أن تلحق بدرجة من انفعلت عنه فلا تعلم من مرتبة الرجل إلا حد ما خلقت منه وهو الضلع فقصر إدراكها عن حقيقة الرجل كذلك الإنسان لا يعلم من العالم إلا قدر ما أخذ في وجوده من العالم لا غير فلا يلحق الإنسان أبدا بدرجة العالم بجملته وإن كان مختصرا منه كذلك المرأة لا تلحق بدرجة الرجل أبدا مع كونها نقاوة من هذا المختصر وأشبهت المرأة الطبيعة من كونها محلا للانفعال فيها وليس الرجل كذلك فإن الرجل يلقي الماء في الحرم لا غير والرحم محل التكوين والخلق فيظهر أعيان ذلك النوع في الأنثى لقبولها التكوين والانتقالات في الأطوار الخلقية خلقا من بعد خلق إلى أن يخرج بشرا سويا فبهذا القدر يمتاز الرجال عن النساء ولهذا كانت النساء ناقصات العقل عن الرجال لأنهن ما يعقلن إلا قدر ما أخذت المرأة من خلق الرجل في أصل النشأة وأما نقصان الدين فيها فإن الجزاء على قدر العمل والعمل لا يكون إلا عن علم والعلم على قدر قبول العالم وقبول العالم على قدر استعداده في أصل نشأته واستعدادها ينقص عن استعداد الرجل لأنها جزء منه فلا بد أن تتصف المرأة بنقصان الدين عن الرجل وهذا الباب يطلب الصفة التي يجتمع فيها النساء والرجال وهي فيما ذكرناه كونهما في مقام الانفعال هذا من جهة الحقائق وأما من جهة ما يعرض لهما فمثل قوله إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إلى قوله والذاكرين الله كثيرا
(٨٧)