قال ومن فيهن وجمع السماوات والأرض جمع من يعقل وفيه علم التشبيه والكنايات وما في العالم الروحاني من القوي وفيه علم الرسائل المبثوثة في العالم وأنه كل من يمشي في العالم فإنه لا يمشي إلا رسولا برسالة وهو علم شريف حتى الدودة في حركاتها هي في رسالة تسعى بها لمن عقل ذلك وفيه علم آثار القدرة وتمييزها عن سائر النسب وفيه علم الأنواء وما يحمد منها وقول أبي هريرة رضي الله عنه مطرنا بنوء الفتح وفيه علم الأبواب ومراتبها وفيه علم أن المنع الإلهي عطاء وفيه علم التحديد الإلهي وفيه علم تنزيل الخطاب الإلهي على قدر التواطؤ وفيه علم الإنباه الإلهي في طلب الشكر من عباده وفيه علم رد الخلق إليه تعالى وفيه علم المواعيد على الإطلاق وفيه علم المميز بين الأعداء الظاهرين بصورة الولاء وبين الأولياء وفيه علم مجازاة العدو بالعداوة والولي بالولاية فيما بين العالم وأنه من اتخذ العدو وليا أو الولي عدوا فهو مخلط لا حقيقة عنده وفيه علم كل داع إنما يدعو لنفسه وإن دعا إلى الله تعالى أو لغير نفسه فإنما يدعو من حيث نفسه فإنه يطلب بذلك الدعاء الأنس بالأشكال في المرتبة وفيه علم ترتيب الثواب على الأعمال وفيه تمييز الأجور فإن منها العظيم والكريم والكبير وهي مراتب في الأجور لا بد أن يعرف أصحابها وأعمالها التي توجبها وعلم الأجر المطلق الذي لا يتقيد هل هو مقيد في نفس الأمر أم لا فإن الأجور أربعة كما إن نشأة الإنسان على أربع كما إن نشأة جسده على أربع لكل واحد أجر يخصه على صفة مخصوصة فينسب كل أجر إلى ما يناسبه وفيه علم ما وراء الستور وفيه علم القبيح الذي تحسنه المشاهدة وهو سر عجيب وفيه علم العزل وفيه علم الحث على اشتغال الإنسان بنفسه وفيه علم الظهور من الخفاء وفيه علم الحاملات العلوية والسفلية وفيه علم تفاضل الصفات في الموصوفين بشديد وأشد وفيه علم الحضرة الجامعة للمنافع الإنسانية وهي حضرة النعم للراحل والقاطن والمتحرك والساكن وفيه علم التسخير والمسخرات وهل كل مسخر له أجل ينتهي إليه بتسخيره أم لا أو بعضه له أجل وبعضه لا أجل له وفيه علم عند جهينة الخبر اليقين وقولهم على الخبير سقطت ولم يقولوا على العليم سقطت ولم يقولوا عند جهينة العلم اليقين وفيه علم ظهور الحق وسريانه في كل شئ وتقسيمات الحق في قوله لكل حق حقيقة فأدخل عليه كل وفيه علم انفراد كل مكلف بنفسه والفرق بينه وبين من لا ينفرد من المكلفين بنفسه أعني من الثقلين وفيما ينفرد وفيما لا ينفرد وفيه علم القوابل وفيمن يؤثر الداعي وفيه علم ما يكون لأصحاب القبور في قبورهم وما هي القبور وفيه علم الأخذ من كل أحد وصفة المأخوذ والمأخوذ منه وفيه علم الأعراض هل هي نسب عدمية أو أمور وجودية لها أعيان وفيه علم ما يحصل لأهل العناية من العزة والحجاب وفيه علم مراتب اتباع الأنبياء وفيه علم المزيد وفيه علم التمني وفيه علم سريان الحكمة في مراتب الموجودات على ما هي عليه وفيه علم السبق الإلهي للعالم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الموفي خمسين وثلاثمائة في معرفة منزل تجلى الاستفهام ورفع الغطاء عن أعين المعاني وهو من الحضرة المحمدية من اسمه الرب) إذا صعق الروح من وحيه * فكيف بهيكل ظلمائه لقد ثبت الله أركانه * وأجراه فلكا على مائه وما هو بحر له ساحل * وأين التناهي لأسمائه أبو الكون لو كنت تدري به * وتشهده عين أبنائه فلا تفرحن بإتيانه * ولا تقعدن بسيسائه فسبحان مذهب أعياننا * إذا ما كفرنا بنعمائه ويا عجبا إذ كفرنا بها * وإني من عين آلائه اعلم أيدنا الله وإياك أن هذا المنزل منزل الحجب المانعة والآلات الدافعة فمنها حجب عناية مثل قوله ص إن لله سبعين ألف حجاب أو سبعين حجابا الشك مني من نور ظلمة ولو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه وهنا نكتة وإشارة أن البصر هنا بصر الخلق الذي الحق بصره وهو القابل لهذه الحجب وهو الموصوف بأن
(٢١٠)