له وجها من تلك الوجوه حتى سكن إليه قلبه فعلم كيف يحيي الله الموتى وكذلك قصة يوسف ولوط وموسى وداود ومحمد ع الإلهي وكذلك ما نسبوه في قصة سليمان إلى الملكين وكل ذلك نقل عن اليهود واستحلوا أعراض الأنبياء والملائكة بما ذكرته اليهود الذين جرحهم الله وملئوا كتبهم في تفسير القرآن العزيز بذلك وما في ذلك نص في كتاب ولا سنة فالله يعصمنا وإياكم من غلطات الأفكار والأقوال والأفعال أمين بعزته وقوته وفيه علم من قام الدليل على عصمته فله إن يثني على نفسه بما أعلمه الله أنه عليه من الصفات المحمودة فإنها من أعظم النعم الإلهية على عبده والله يقول وأما بنعمة ربك فحدث وفيه علم التسليم والاعتصام وفيه علم رتبة الخيال وأنه حق ما فيه شئ من الباطل إلا إن المعبر عنه يصيب ويخطئ بحسب ما يراه في نزوله بالمواطن فإن المصيب من لم يتعد بالحقائق مراتبها وفيه علم الأسماء وما عبد منها وما لم يعبد وفيه علم معرفة منازل الموجودات وفيه علم الستر والتجلي وفيه علم المفاضلة في العلم وفيه علم الشكر والشاكر وفيه علم الآيات المعتادة وغير المعتادة وفيه علم التبري والتنزيه وما هو تنزيه في حق الله عز وجل وهو تبري في حق المخلوق ولا تنزيه وفيه علم تقاسم أهل الله وطبقاتهم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل انتهى السفر السادس والعشرون من الفتوح المكي بانتهاء الباب الثاني والسبعون وثلاثمائة بسم الله الرحمن الرحيم (الباب الثالث والسبعون وثلاثمائة) في معرفة منزل ثلاثة أسرار ظهرت في الماء الحكمي المفضل مرتبته على العالم بالعناية وبقاء العالم أبد الآبدين وإن انتقلت صورته وهو من الحضرة المحمدية مقامات تنص على اتساق * لأرواح منبأة كرام أفوه بها ولا يدري جليسي * لأن النور في عين الظلام فلو لا ظلمة ما كان نور * فعين النقص يظهر بالتمام إذا علم الإضافة من يراها * تقيد بالعقود وبالقيام يرى أن الوجود له انتهاء * وأن البدء يظهر بالختام فحال بين بدء وانقضاء * وجود لا يزال مع الدوام اعلم أيدك الله أن العالم كله كتاب مسطور في رق منشور وهو الوجود فهو ظاهر مبسوط غير مطوي ليعلم ببسطه أنه مخلوق للرحمة وبظهوره يعقل ويعلم ما فيه وما يدل عليه وجعله كتابا لضم حروفه بعضها إلى بعض وهو ترتيب العالم على الوجوه التي ذكرناها وضم معانيه إلى حروفه مأخوذ من كتيبة الجيش وإنما قلنا في بسطة إنه للرحمة لأنه منها نزل كما قال تعالى تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعقلون وقال تعالى في ذلك كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير فأحكام الآيات فيه وتفصيلها لا يعرفه إلا من آتاه الله الحكمة وفصل الخطاب وصورة الحكمة التي أعطاها الحكيم الخبير لأهل العناية علم مراتب الأمور وما تستحقه الموجودات والمعلومات من الحق الذي هو لها وهو إعطاء كل شئ خلقه إعطاء إلهيا ليعطي كل خلق حقه إعطاء كونيا بما آتانا الله فنعلم بالقوة ما يستحقه كل موجود في الحدود ونفصله بعد ذلك آيات بالفعل لمن يعقل كما أعطانيه الخبير الحكيم فننزل الأمور منازلها ونعطيها حقها ولا نتعدى بها مرتبتها فتفصيل الآيات والدلالات من المفصل إذا جعلها في أماكنها بهذا الشرط لأنه ما كل مفصل حكيم دليل على أنه قد أوتي الحكمة وعلم أحكام الآيات ورحمته بالآيات والموجودات التي هي الكتاب الإلهي وليس إلا العالم دليل على علمه بمن أنزله وليس إلا الرحمن الرحيم وخاتمة الأمر ليست سوى عين سوابقها وسوابقها الرحمن الرحيم فمن هنا تعلم مراتب العالم ومآله إنه إلى الرحمة المطلقة وإن تعب في الطريق وأدركه العناء والمشقة فمن الناس من ينال الرحمة والراحة بنفس ما يدخل المنزل الذي وصل إليه وهم أهل الجنة ومنهم من يبقى معه تعب الطريق ومشقته ونصب بحسب مزاجه وربما مرض واعتل زمانا ثم انتقل من دائه واستراح وهم أهل النار الذين هم أهلها ما هم الذين
(٤٥٥)