ما هو لنفسه في الحق الذي كان متعلق عقده قرب كل إنسان على صورة عقده فيه والحق الذي هو حق في نفس الأمر وراء كل معتقد لا بل هو صورة كل معتقد والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب السادس والتسعون وثلاثمائة في معرفة منازلة من جمع المعارف والعلوم حجبته عني وهو من الحضرة المحمدية) ألا إلى الله تصير الأمور * ما أنت يا دنياي إلا غرور أهل التقى لم يأمنوا كيدها * مع التلقي فكيف أهل الفجور لها صفات الحق في مكرها * وما لنا في مكره من شعور لو أنها تنصف في حالها * كانت لهم نعم البشير النذير من صدقها في حالها أنها * أرت رحى الموت علينا تدور وكان لي فيها وما عندها * موعظة مذكرة للخبير بها ينال العبد في كونها * كمال نعت الحق يوم النشور وهو على النصف إذا ما مضى * عنها ومن يجحد هذا يجوز ميزانها قام بها والذي * يعلمه هو العليم القدير كأحمد السبتي في الفعل إذ * ملكه الله زمام الأمور ما يظهر العبد بأسمائه * إلا بها فهو المبين الغفور اعلم أيدنا الله وإياك بروح القدس أن الله تعالى في نفسه وجل أن يعرفه عبده واستحال ذلك فلم يبقى لنا معلوم نطلبه إلا النسب خاصة أو أعيان الممكنات وما ينسب إليها فالمعرفة تتعلق بأعيان الذوات من الممكنات والعلوم تتعلق بما ينسب إليها فتعلم الذوات والأعيان بالضرورة من غير فكر ولا نظر بل النفس تدركها بما ركز الله فيها وتعلم النسب إليها وهو علم الإخبار عنها مما توصف به أو يحكم به عليها بالدليل النظري أو بالأخبار الاعتصامي بغير هذا لا يوصل إلى العلم بذلك والأحكام والأخبار غير متناهية الكثرة فتفرق الناظر فيها ولا يجمعها وأراد الحق من عباده أن يجمعهم عليه لا على تتبع هذه الكثرة حتى تعلم بل أباح لبعض عباده منها ما يتعلق العلم بها الذي يجمعه عليه وهو قوله في النظر في ذلك حتى يتبين لهم أنه الحق فمن افترق في نفسه في جمع علوم لا ينظر فيها من حيث دلالتها على الحق حجبته عن موضع الدلالة التي فيها على الحق كعلوم الحساب والهندسة وعلوم الرياضات والمنطق والعلم الطبيعي فما منها علم إلا وفيه دلالة وطريق إلى العلم بالله ولكن أكثر الناس لا ينظر فيه من حيث طلبه ذلك الوجه الدال على الله فوقع الذم عليه والحجاب عن هذه الدلالة ثم إن بعض الناس إذا نبهه الله على طلب موضع الدلالة من كل معلوم على الله فإن الله تعالى يفرقه في المعلومات وإن كان مطلوبه دلالتها على الله فلا نشك أن جمعه لهذه المعلومات التي هي محل نظره حجاب عن الله أي عن الوجه الذي ينبغي أن يعلم منه ما في وسع القابل من الله وليس له طريق إلى ذلك إلا بأن يترك جميع المعلومات وجميع العالم من خاطره ويجلس فارع القلب مع الله بحضور ومراقبة وسكينة وذكر إلهي بالاسم الله ذكر قلب ولا ينظر في دليل يوصله إلى علمه بالله فإذا لزم الباب وأد من القرع بالذكر وهذه هي الرحمة التي يؤتيه الله من عنده أعني توفيقه والهامة لما ذكرناه فتولى الحق تعليمه شهودا كما تولى أهل الله كالخضر وغيره فيعلمه من لدنه علما قال تعالى آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما من الوجه الخاص الذي بينه وبين الله وهو لكل مخلوق إذ يستحيل أن يكون للأسباب أثر في المسببات فإن ذلك لسان الظاهر كما قال في عيسى فتنفخ فيه فيكون طيرا بإذني لا ينفخك والنفخ سبب التكوين في الظاهر والتكوين ليس في الحقيقة إلا عن الأذن الإلهي وهذا وجه لا يطلع عليه من العبيد نبي مرسل ولا ملك مقرب من أحد وغاية العناية الإلهية بالشخص من ملك أو رسول أو ولي أن يوقفه الله من ذلك على الوجه الخاص به لا على وجه غيره كما قال الخضر لموسى ع أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت لأنه كان من الوجه
(٥٥٨)