رجال ولهذا رجال وفيه علم الإيلاء وأقسامه وأحكامه في المولى وصورة الإيلاء وما يكون لله من ذلك وما يكون للعبد وفيه علم كون العالم العامل في دنياه في جنة معجلة في نفسه وإن كان ردئ الحال فنعيمه في نفسه أعظم النعيم وفيه علم المداخلة في القرآن مع كونه محفوظا من عند الله فلا يصح في القرآن تحريف ولا تبديل كما وقع في غيره من الكتب المنزلة وفيه علم النسخ ما هو وفيه علم حكم من يخالف ظاهره باطنه عن شهود وفيه علم دفع الإنسان عن نفسه إعظاما لها لما رأى من تعظيم الله حقها في تحريم الجنة على من قتل نفسه وإن كان قاتل نفسه لا يدخل جهنم إلا بنفسه الحيوانية لأن جهنم ليست موطنا للنفس الناطقة ولو أشرفت عليها طفئ لهيبها بلا شك لأن نورها أعظم فإن الذي قتل نفسه عظم جرمه لحق الجوار الأقرب وحال بذلك بينها وبين ملكها وما سوى نفسه فبعيد عن هذا القرب الخاص الذي لنفسه وفيه علم ما حلل وحرم هل حرم أو حلل لنفسه أو لأمور مخصوصة وأحوال في المحرم والمحرم عليه ولا محلل ولا محرم إلا الله بلسان الشرع لسان الرسول ص أو المجتهد من علماء الرسوم كالفقهاء وفيه علم تغير الإقبال الإلهي لتغير الأحوال وفيه علم إقامة العظيم مقام الجماعة وفيه علم السياسات في المخاطبات من العلماء والعارفين الدعاة إلى الله وفيه علم الجزاء بالمماثل في أي نوع كان وفيما يحمد من ذلك كله وفيما يذم وفيه علم المعية الإلهية والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب التاسع والستون وثلاثمائة في معرفة منزل مفاتيح خزائن الجود) قلت لما أن قال قومي بأني * قلت ما قلت والكؤوس تدار من مدير الكؤوس قلت حبيبي * وهو شربي الذي عليه المدار ثم قالوا فما يقول حبيب * في إله له القلوب تعار ولسان الكريم يعطيك مالا * ثم يأتيك سائلا فتحار كرما منه وامتنانا وفضلا * ولك الحكم بعد ذا والخيار إن تشأ قلت أنت مالك هذا * أو تشأ ضده فليس يغار كل هذا أباحه لك فضلا * حكم الجبر فيه والاضطرار اعلم أيدنا الله وإياك أنه ما من شئ أوجده الله في العالم الذي لا أكمل منه في الإمكان إلا وله أمثال في خزائن الجود وهذه الخزائن في كرسيه وهذه الأمثال التي تحتوي عليها هذه الخزائن لا تنتهي أشخاصها فالأمثال من كل شئ توجد في كل زمان فرد في الدنيا والآخرة لبقاء كل نوع وجد منه ما وجد واختلف أصحابنا في هذا النوع الإنساني هل تنقطع أشخاصه بانتهاء مدة الدنيا أم لا فمن لم يكشف قال بانتهائه ومن كشف قال بعدم انتهائه وإن التوالد في الآخرة في هذا النوع الإنساني باق في المثل في نكاح الرجل المرأة الآدمية الإنسانية على صورة أذكرها والتوالد أيضا بين جنسين مختلفين وهما بنو آدم والحور اللاتي أنشأهن الله في الجنان على صورة الإنسان ولسن بأناسي فتوالدهما بنكاح بينهما في الإنس والحور ويتناكحان في الزمن الفرد ينكح الرجل إذا أراد جميع من عنده من النساء والحور من غير تقدم ولا تأخر مثل فاكهة الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة بل بقطف دان من غير فقد مع وجود أكل وطيب طعم فإذا أفضى الرجل إلى الحوراء أو الإنسية له في كل دفعة شهوة ولذة لا يقدر قدرها لو وجدها في الدنيا غشى عليه من شدة حلاوتها فتكون منه في كل دفعة ريح مثيرة نخرج من ذكره فيتلقاها رحم المرأة فيتكون من حينه فيها ولد في كل دفعة ويكمل نشؤه ما بين الدفعتين ويخرج مولودا مصورا مع النفس الخارج من المرأة روحا مجردا طبيعيا فهذا هو التوالد الروحاني في البشري بين الجنسين المختلفين والمتماثلين فلا يزال الأمر كذلك دائما أبدا ويشاهد الأبوان ما تولد عنهما من ذلك النكاح وهم كالملائكة الذين يدخلون البيت المعمور ولا يعودون إليه أبدا هذا صورة توالد هذا النوع الإنساني ولا حظ لهؤلاء الأولاد في النعيم المحسوس ولا بلغوا مقام النعيم المعنوي فنعيمهم برزخي كنعيم صاحب الرؤيا بما يراه في حال نومه وذلك لما يقتضيه النش ء الطبيعي فلا يزال النوع الإنساني يتوالد ولكن حكمه ما ذكرناه وأما توالد
(٣٦٠)