من حضرة التمثيل وموطنه لأن فيه خطابا وردا وقبولا ولا يكون ذلك إلا في شهود التمثيل فإنه في موطن يجمع بين الشهود والكلام ولما كانت المناسبات تقتضي ميل المناسب إلى المناسب كان الذي حبب عين المناسب والمناسبة قد تكون ذاتية وعرضية ولما كان النساء محل التكوين وكان الإنسان بالصورة يقتضي أن يكون فعالا ولا بد له من محل يفعل وفيه ويريد لكماله أن لا يصدر عنه إلا الكمال كما كان في الأصل الذي أعطى كل شئ خلقه وهو كمال ذلك الشئ ولا أكمل من وجود الإنسان ولا يكون ذلك إلا في النساء اللاتي جعلهن الله محلا والمرأة جزء من الرجل بالانفعال الذي انفعلت عنه فحبب إلى الكامل النساء ولما كانت المرأة كما ذكرت عين ضلع الرجل فما كان محل تكوين ما كون فيها إلا نفسه فما ظهر عنه مثله إلا في عينه ونفسه فانظر ما أعجب هذا الأمر فمن حصل له مثل هذا العلم فقد ورث النبي ع في هذا التحبب بهذا الوجه وأما الطيب فإنه من الأنفاس والأنفاس رحمانية فإن رسول الله ص يقول إني لأجد نفس الرحمن فأضافه إلى الرحمن والله يقول والطيبون للطيبات والطيبات للطيبين ومن أسمائه تعالى الطيب فعلمنا أن النفس الطيب لا يكون إلا من الاسم الطيب وما ثم اسم أطيب للكون من الرحمن فإنه مبالغة في الرحمة العامة التي تعم الكون أجمعه فمن حصل له الطيب في كل شئ وإن أدركه من أدركه خبيثا بالطبع فإنه بالنعت الإلهي طيب وقد ذقنا ذلك بمكة فهو وارث على الحقيقة وما حبب إليه الصلاة إلا لما فيها من الجمع بين الشهود والكلام بقوله جعلت قرة عيني في الصلاة وما تعرض لسمعه ولا للكلام لأن ذلك معروف في العموم إن الصلاة مناجاة بقوله يقول العبد كذا فيقول الله كذا وإنها منقسمة بين الله وبين عبده المصلي نصفين كما ورد في الحديث وما كانت الصلاة كبيرة إلا على غير المشاهد وعلى من لم يسمع قول الحق مجيبا لما يقوله العبد في صلاته ثم نيابته في قوله سمع الله لمن حمده من أتم المقامات فإن الله ما عظم الإنسان الكامل على من عظمه إلا بالخلافة ولما كان مقامه عظيما لذلك وقع الطعن فيه ممن وقع لعظيم المرتبة وما علم الطاعن ما أودع الله في النشأة الإنسانية من الكمال الإلهي فلو تقدم لذلك الطاعن العلم ما طعن فلما كانت الخلافة وهي النيابة عن الحق بهذه المنزلة وكان المصلي نائبا في سمع الله لمن حمده الذي لا يكون إلا في الصلاة كانت مرتبة الصلاة عظيمة فحببت إليه ص فمن رأيته يحب الصلاة على هذا الحد فهو وارث ومن رأيته يحبها لغير هذا الشهود فليس بوارث وفي هذا المنزل من العلوم علم صدور الكثير من الواحد أعني أحدية الكثرة لا أحدية الواحد وعلم النكاح الإلهي والكوني وعلم النتائج والمقدمات وعلم مفاضلة النكاح لأنه قد يراد لمجرد الالتذاذ وقد يراد للتناسل وقد يراد لهما وعلم الوصايا وعلم التقاسيم وعلم المبادرة خوف الفوت وعلم الخلطاء وعلم الهبات وعلم ما يعتبر من طيب النفوس وعلم التصرف بالمعروف وما هو المعروف وعلم الأمانات وعلم الحظوظ وعلم الحقوق وعلم ما ينبغي أن يقدم وما ينبغي أن يؤخر وعلم الحدود وعلم الطاعة والمعصية وعلم الشهادات والأقضية وعلم العشائر وهي الجماعة التي ترجع إلى عقد واحد كعقد العشرة ولهذا سمي الزوج بالعشير لأن اجتماع الزوجين كان عن عقد والمعاشرة الصحبة فالعشائر الأصحاب والمرء على دين خليله فقد عقد معه على ما هو عليه وحينئذ يكون قد عاشره قال تعالى وعاشروهن بالمعروف أي صاحبوهن بما يعرف أنه يدوم بينكما الصحبة به والمعاشرة وعلم العزة والمنع وعلم صنوف التجارات وعلم فضل الرجل على المرأة بما ذا كان وما الكمال الذي تشارك فيه المرأة الرجل وعلم أصحاب الحقوق وعلم التقديس وعلم العناية الإلهية وعلم مراتب الخلفاء وعلم ما حقيقة الايمان وعلم المعيبات وعلم ما يرغب فيه ويتمنى تحصيله وعلم الموت وعلم ما هو لله وللخلق وعلم الفرق بين نصيب الحسنة ونصيب السيئة وعلم التوقيت وما يوقت مما لا يدخله التوقيت وعلم حرمة المؤمن ومكانته وعلم الهجرة وعلم إيمان الايمان وعلم الرفق وعلم السر والجهر وعلم ما يجتمع فيه الملك مع الكامل من البشر والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وهو على ما نقول وكيل (الباب الأحد والثمانون وثلاثمائة) في معرفة منزل التوحيد والجمع وهو يحتوي على خمسة آلاف مقام رفرفي وهو من الحضرة المحمدية وأكمل مشاهده من شاهده في نصف الشهر أو في آخره يا مريم ابنة عمران التي خلقت * فرشا كريما لروح جل من روح
(٥٠٥)