إذا الولي أقبلت * زوجته على سرر * يفضي إليها بالذي * يحمله من الصور فعند ما ينكحها * تصورا على صور * من جنس ما لو ولدت * كان على تلك الصور من ذي إمام حاكم * أو ذات غنج وحور * فإن يكن أنثى فهي * وإن يكن هو فذكر مثل تجليه سوا * تحول بلا غير فليتدبر وليي ما سطرته وليفكر فيما ذكرته وليأخذه عبرة من البصر لبصيرته ومن سره لسريرته فقد آن إن يجئ زمان المحن وقد علمت لما أوجدك ورتبة الكمال الذي أشهدك وما طلب منك إلا ما يقتضيه وجودك ويقضي به شهودك فإن أنصفت فقد عرفت وإن تعاميت بعد ما أراك ما قد رأيت فقد وهيت فاسد المقالة سؤال الإقالة والسلام فسر بورود كتابي عليه وأمعن بالنظر فيه وإليه فأورثه التفكر فيه علة كانت سبب رحلته وسرعة نقلته فما بقي إلا أياما ودرج وعلى أسنى معراج إلى مقصوده عرج وشهدت احتضاره بالدار البيضاء إلى أن قضى وسافرت من يومي لاستعجال قومي فهذا بعض ما يحوي عليه هذا المنزل من الأهوال الصعاب التي تعظم في الشهود صورها واعلم أن الله ما ذكر أخبار القرون الماضية إلا لتكون على حذر من الأسباب التي أخذهم الله بها أخذته الرابية وبطش بهم البطش الشديد وأما الموت فأنفاس معدودة وآجال محدودة وليس الخوف إلا من أخذه وبطشه لا من لقائه فإن لقاءه يسر الولي والموت سبب اللقاء فهو أسنى تحفة يتحفها المؤمن فكيف به إذا كان عالما بخ على بخ ويتضمن هذا المنزل من العلوم علم الرحمتين وعلم قرب السعي من قرب الشبر والذراع وهو القرب المحدود وعلم الرتق والفتق وعلم المتشابه من المحكم وعلم الأبد وعلوم الأدلة وعلم الاتباع وما يسعد منه وما يشقى وعلم ثبوت الأمور ومرتبة الحكم والحكم وعلم الجزاء الوفاق وعلم الخبر بالإجابة إلى المكروه كإجابة أولاد أم عيسى وعلم التلبيس فيهبك متاعك من غير الوجهة التي تعرف منها أنه متاعك تلبيسا عليك فإذا انكشف الغطاء وكان البصر حديدا علمت أنه ما أعطاك إلا ما كان بيدك فما زادك من عنده ولا أفادك مما لديه إلا تغير الصور فمن وقف على هذا العلم قال بالري في مشروبه ومن حرمه لم يزل عاطشا والماء عنده الذي يرويه ولا يشعر به أنه عنده وهو من أسنى علم يوهبه العارفون بالله فهو كالمطر للأرض وليس عين ما تطلبه من الارتواء سوى بخارها صعد منها بخارا ثم نزل إليها مطرا فتغيرت صورته لاختلاف المحل فما شربت ولا ارتوت إلا من مائها ولو علمت ذلك ما حجبتها المعصرات فتحقق هذا النوع من العلم في العلم الإلهي فما أعطاك إلا منك وما هو عليه فلا يعلمه منه إلا هو فكل عالم فمن نفسه علمه فلذلك قال أهل الله لا يعرف الله إلا الله ولا النبي ولا الولي إلا الولي ويتضمن أيضا علم أسباب النجاة والسعادة وعلم الامتحانات بالعسر واليسر للصابر والشاكر وعلم المناسبة التي بها لم يمتثل أمر الله من عصى أمره ومن امتثله هل امتثله بأمر مناسب أو بعدم المناسب وعلم سبب تأثير الأدنى في الأعلى كتسليط الحيوانات على الإنسان كقرصة البرغوث إلى ما فوقها وقال تعالى أجيب دعوة الداعي إذا دعاني وعلم مشاركة الحيوانات الإنسان في العلوم عن التجلي وعلم من رد كل ما أتاه من الحق من أين رده ومن رد بعضه من أين رده وهل يتساوى الحكم الإلهي فيهم أم لا وعلم من أين انهزم الصحابة يوم حنين وعلم مؤاخذة الأعلى بالأدنى إذا نصب دلالة نصبه من نصبه وعلم السوابق واللواحق وعلم الوحدة في عين الجمع وعلم المراتب والدرجات والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الأحد والثلاثون وثلاثمائة في معرفة منزل الرؤية والقوة عليها والتداني والترقي والتلقي والتدلي وهو من الحضرة المحمدية والآدمية) عجبت لعين كيف تدرك عينها * وتعجز عن إدراك من قال إنها ولم يك مشهود سواه وإنما * شهود ورود الغيب عنها أجنها اعلم أيدك الله أن هذا المنزل بينه وبين المنزل الذي قبله تخالج لكون النبي ص شبه رؤيتنا الله برؤيتنا القمر ليلة إبداره والشمس ليس دونها سحاب وإنه لا يدركنا في رؤيته ضيم ولا انضمام ولا ضرر يقوم بنا ولا مضاررة
(١١٥)