شرع آخر بالنسخ الطارئ والايمان بحقيقته واجب وبنسخه واجب وعلم العدول عن الحق وإلى الحق وما يتعلق بذلك من الذم والحمد وعلم المولدات التي هي الأمهات لماذا وضعت في العالم ولم تظهر أعيان الأشياء من غير إن يكون أبناء لأمهات وآباء وما تحمله الأمهات مما فيه صلاح الأبناء وعلم تقرير النعم الظاهرة والباطنة ولم تذهب بالكفر وتزيد بالشكر وعلم نشأة الجن والإنس دون غيرهما من الحيوان وعلم الستر والتجلي الذي لأجله لم يكن في الإمكان أبدع من هذا العالم لعمومه جميع المراتب فلم يبق في الإمكان إلا أمثاله لا أزيد منه في الكمال الوجودي الحافظ للأصول وعلم الفواصل بين الأشياء وبين كل اثنين في المعقول والمحسوس كالخط الفاصل بين الظل والشمس لماذا ترجع هذه الفواصل هل لأمر زائد على أعيان المفصولين أم لا وعلم ما تحوي عليه حروف الوجود من المعاني وعلم الأعلام على ما هي أعلام وعلم الفناء والبقاء وعلم ما يفعله الحق مما يظهر في الحال لا غير وعلم إضافة ما ينزه العقل إضافته عن الحق إلى الحق وعلم السرادق الإلهي وما فيه من الأبواب وما يفتح تلك الأبواب للذين يريدون الخروج منها ولما ذا يخرجون وما يشهدون إذا خرجوا وما يخرجهم وعلم العقاب والعذاب ولما ذا سمي عقابا وعذابا وعلم ما يؤول إليه محل الملأ الأعلى لا بل الملأ الأوسط وعلم الخرس والسكوت عن العالم وما سببه وعلم العلامات هل تقوم مقام الكلام والعبارة من المتكلم أم لا كالمعجزات والنطق المعلوم من قرائن الأحوال وإن لم يكن هناك عبارة بنظم حروف وإظهار كلمات وعلم ما تعطيه العلامات في الأشياء من الأحكام وعلم تردد الأشياء بين الأشياء وعلم نتائج المقامات والأحوال وعلم حكم الشفعية في العالم الأخراوي وعلم الأسباب الموصلة إلى الحكم من السبب إلى المسبب وعلم الأذواق والأفكار وعلم الالتذاذ بما يرد من الحق على الإنسان من طريق شفعيته أي من حيث شفع الصورة الإلهية لا من حيث ما شابه العالم وعلم من يمنع بتجليه النظر إلى غيره مع القدرة عليه فلا يكون في حال فناء وعلم مقام الأسرار من خلف حجاب الغيرة والصون الإلهي وعلم التشبيه والتمثيل وعلم المجازاة بالأمثال كالذهب بالذهب مفاضلة وهو في حكم الدنيا ربا وعلم المفاضلة وعلم بما ذا تقع المفاضلة بين الأمثال وعلم الفرق بين البراقات والرفارف والأوكار في الأشجار وفي الإسراءات وعلم مباسطة الحق في قبضه وقبضه في مباسطته وما يحدث من الزيادة عند صاحب هذه الأحوال فهذا بعض ما يحتوي عليه هذا المنزل من أمهات العلوم التي يتفرع أبناؤها بالتناسل إلى ما يتناهى مع الآنات والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الثلاثون وثلاثمائة في معرفة منزل القمر من الهلال من البدر من الحضرة المحمدية) انظر إلى نوح وعاد واعتبر * في صالح وثم لوط وافتكر وقل لهم قول شفيق ناصح * ونادهم هل فيكم من مدكر وليس في الكون وجود غيره * وليس في ليس وجود مستقر فهو له ليس لنا وهو لنا * ليس له بوجه كون مستمر أين الذي لاح لنا من صور * قد ذهبت وأعقبتها من صور لو ذهبت في الغيب زال عينه * وكان مشهودا لعين وبصر أو عدمت وما أرى من عدم * يقوم بالكون الكون له ظهر وما بدا من عدم لكنه * من كون حق ظاهر لا يستسر اعلم أيدك الله أن القمر مقام برزخي بين مسمى الهلال ومسمى البدر في حال زيادة النور ونقصه فسمي هلالا لارتفاع الأصوات عند رؤيته في الطرفين ويسمى بدرا في حال عموم النور لذاته في عين الرائي وما بقي للقمر منزل سوى ما بين هذين الحكمين غير أن بدريته في استتاره عن إدراك الأبصار تحت شعاع الشمس الحائل بين الأبصار وبينه يسمى محقا وهو من الوجه الذي يلي الشمس بدر كما هو في حال كونه عندنا بدرا هو من الوجه الذي لا يظهر فيه الشمس محق وما بين هذين المقامين على قدر ما يظهر فيه من النور ينقص من الوجه الآخر وعلى قدر ما يستتر به من أحد الوجهين يظهر بالنور من الوجه الآخر وذلك لتعويج القوس الفلكي فلا يزال بدرا دائما ومحقا دائما وذلك لسر أراد الله
(١١٠)