علمكم ميتا عن ميت حدثنا فلان وأين هو قال مات عن فلان وأين هو قال مات فقال أبو يزيد وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت فلا حجاب بين الله وبين عبده أعظم من نظره إلى نفسه وأخذه العلم عن فكره ونظره وإن وافق العلم فالأخذ عن الله أشرف وعلم ضرورات العقول من الله لأنها حاصلة لا عن فكر واستدلال ولهذا لا تقبل الضروريات الشبه أصلا ولا الشكوك إذا كان الإنسان عاقلا فإن حيل بينه وبين عقله فما هو الذي قصدنا البيان عنه وبعد أن أعلمناك ببيعة النبات ومرتبته وأنك نبات وأمثالك فلنذكر ما يتضمنه هذا المنزل من العلوم لترتفع الهمة إلى الوقوف عليها والتحلي بها فمن ذلك علم الرحموت وعلم فتوح المكاشفة بالحق وعلم فتوح الحلاوة في الباطن وعلم فتوح العبارات في الترجمة عن الله وعلم نسخ الأحكام بعد النبي ص عن أمر النبي ص فإنه المقرر حكم المجتهد لتعارض الأدلة فله الاختيار فيها وعلم العناية الإلهية ببعض العبيد وعلم الإشارات وعلم التمام والكمال وأن التمام للنشأة والكمال بالمرتبة وعلم البيان والتبيين وعلم الاستقامة وما شيب النبي ص من سورة هود وعلم الكشف على مقامات النص الإلهي هل يؤثر فيه حكم الأكوان أم لا وعلم الطمأنينة والفرق بينها وبين اليقين والعلم وعلم نسبة العالم ملكا لله وعلم من نازعه فيه بما ذا نازعه حتى ذكر الله أن له جنودا من كونه ملكا وما هم أولئك الأجناد وهل تعلم بطريق الإحصاء أو لا تعلم إلا بطريق الإجمال من غير تفصيل وهل وقع لأحد العلم بها على التفصيل أم لا وعلم العلل الإلهية في الكون وعلم الرجوع الإلهي على العباد بم يرجع إليه ولما ذا يرجع وهو القائل وإليه يرجع الأمر كله فهل هو عين ذلك الأمر الراجع أم لا وهو علم شريف وعلم منزلة من يستحق التعظيم الإلهي ممن لا يستحقه وعلم الوفاء بالعقد مع الله فيما يعقده معه مما له الخيار في حله ومذهبنا الوفاء به ولا بد إلا أن يقترن به أمر من شيخ معتبر لتلميذ أو لأحد ممن له فيه اعتقاد التقدم فإن له أن يحل ذلك العقد مع الله المخير فيه ولا بد وإن لم يفعل قوبل فإن لم يقترن به مثل هذا فالوفاء به مذهبنا ومذهب أهل الخصوص وعلم السواء بين النشأتين فلا يظهر الظاهر إلا بصورة الباطن وهو المعبر عنه بالصدق وعلم من طلب الستر عند تجلى الحقيقة حذرا أن تذهب عينه وعلم التبديل وما حضرته وما يقبل التبديل وما لا يقبله مما هو ممكن أن يقبله وعلم الإقبال والتولي هل الإقبال تول أو هو إقبال بلا تول وعلم رفع الحرج من العالم مع وجوده بما ذا يرتفع عند من يرتفع في حقه وعلم الرضاء ومحله وما ثوابه عند الله وعلم ما ينتج التعجيل بالخير وعلم الاقتدار الكوني من الاقتدار الإلهي وعلم تأثير العالم بعضه في بعض هل هو تأثير علة أم لا وعلم التعصب في العالم في أي صنف يظهر وهل يتصف به الملأ الأعلى أم لا وهل له مستند في الأسماء الإلهية المؤثرة في الأعيان للأحوال التي يقام فيها أعيان المكلفين كالعاصي إذا توجه عليه الاسم المنتقم وتوجه عليه الاسم العفو فيتعصب له الاسم التواب والرحيم والغفور والحليم هذا أعني بالمستند الإلهي وعلم ما يظهر على أعيان الممكنات المكلفين هل يظهر بحكم الاستحقاق أو بحكم المشيئة وعلم ما تجتمع فيه الرسل وما تفترق فيه وعلم منازل القرون الثلاثة الآتية على نسق والقرن الرابع وما لها في الزمان من الشهور الأربعة الحرم التي هي ثلاثة سرد وواحد فرد وعلم ما يطلب بالسجود من الله ومراتب السجود والسجود الذي يقبل الرفع منه الساجد من السجود الذي إذا وقع لم يرفع منه وهل خلق العالم ساجدا أو خلق قائما ثم دعى إلى السجود أو خلق بعضه قائما وبعضه ساجدا وتعيين من خلق ساجدا ممن خلق قائما ثم سجدا ولم يسجد وعلم العلامات الإلهية في الأشياء وما يدل منها على سعادة العبد وعلى شقاوته وعلم تفاصيل الوعد الإلهي ولما ذا نفذ بكل وجه ولم ينفذ الوعيد في كل من توعد وكلاهما خبر إلهي فهذا بعض ما يحوي عليه هذا المنزل من العلوم وتركنا منها علوما لم نذكرها طلبا للاختصار والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ومن هذا المنزل علمنا حين وقفنا عليه سنة إحدى وتسعين وخمسمائة نصر المؤمنين على الكفار قبل وقوعه بمدينة فاس من بلاد المغرب (الباب السابع والثلاثون وثلاثمائة في معرفة منزل محمد ص مع بعض العالم وهو من الحضرة الموسوية)
(١٤٠)