في هذا المقام وهو المقام الإلهي في الدنيا ويتضمن هذا المنزل من العلوم هذا العلم وهو علم الحكمة ويتضمن علم المواقف وعلم الحساب وعلم الظن وعلم الإهمال والفرق بينه وبين الإمهال الذي يطلبه الاسم الحكيم وعلم السابقة إلى المعاصي والمخالفات وهل يكون للإنسان المخالفة عين الموافقة وإن كانت فهل تثمر له هذه المخالفة بهذه المثابة وسرعته إلى فعلها قربة عند الله وهل تحجب المقرب ولا بد وإن سارع إليها عند مباشرة الفعل المخالف للحكم المشروع عن الحكم المشروع فيه أو لا يحجب وإما أن يكون قربة ذلك الفعل المخالف ولكن قد يكون مقربا لا قربة وهو علم كبير لا يعرفه من أهل طريقنا إلا قليل فإن غوره بعيد وميزانه خفي دقيق ما في الموازين أخفى منه والأكثر من أهل طريق الله ما شاهده ولا رآه وإن قيل له أنكره فما ظنك بعلماء الرسوم فما ظنك بالعامة وأما أكابر الحكماء من الفلاسفة فأنكروه جملة واحدة وسبب إنكارهم مع فضلهم وبعد غورهم إنهم لا يقولون بالاختصاص كما نقول نحن بل الأمور عندهم كلها مكتسبة بالاستعداد فمن هنا خفي عليهم هذا العلم وغيره مما يتعلق بالاختصاص ومن علوم هذا المنزل علم السبب الذي أدى القائلين إلى إنكار الدار الآخرة الحسية والمعنوية فإنهم طائفتان بلا شك طائفة تنكر الحس الأخروي وطائفة تنكره معنى وحسا ومن علومه علم أحوال الموت ولما ذا يرجع وما حقيقته وذبحه وصورته في عالم التمثيل كبشا أملح ومكان ذبحه ولمن تنتقل حياته إذا ذبح وعلم التجلي الموجب لكسوف الكواكب المعنوية والحسية وعلم حضرة الجمع بين العبد والرب ومن هذه الحضرة ظهر القائلون بالاتحاد والحلول فإنها حضرة علم تزل فيها الاقدام فإن الشبهة فيه قوية لا يقاومها دليل مركب وعلم الأسفار ولنا فيه جزء سميناه الأسفار عن نتائج الأسفار يتضمن من العلم الإلهي ونسبة هذا الحكم الإلهي إليه ومن العلم الكوني ونسبة هذا الحكم الإلهي معنى وحسا شيئا كثيرا ومن علوم هذا المنزل الإلهي أيضا لأي اسم إلهي ترجع الناس يوم القيامة وعلم السبب الذي لأجله يسأل العالم غيره عما يعمله وسبب جحد العالم ما يعلمه إذا سئل عن العلم به وعلم كشف الإنسان ما في نفس الملك وهل هو من علم الستر أو الظهور أو منه ما يكون من علم الستر بوجه ومن علم الظهور بوجه وعلم الأدب وعلم الاقتداء وعلم السبب الموجب لإيثار الدنيا على الآخرة مع ما فيها من الغموم والإنكار الحسية والمعنوية وعلم الرؤية في الدار الآخرة وهل هي جائزة أو محال سواء كانت رؤية بصيرة أو بصر وهل الرؤية محلها حقيقة الرائي أو العين المعتاد المعروف وهل الرؤية حكم أو معنى وجودي وهل هي عين الرائي أو غيره كالصفة له وعلم حال النفوس بعد الموت وعلم الآخرة المعجلة والدنيا المؤجلة وعلم الإقبال والإعراض وعلم الوعيد والتقرير وعلم الاقتدار وهذا القدر كاف في هذا المنزل والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب العاشر وثلاثمائة في معرفة منزل الصلصلة الروحانية من الحضرة الموسوية) قال رسول الله ص في إنزال الوحي إنه يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي يقول الراوي فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا فإن نزول الوحي على الأنبياء له صور مختلفة أشدها وحي الصلصلة شعر إن البروج لأوضاع مقدرة * وهي المنازل للسيارة الشهب نظيرها من وجود السعد يشمله * هذي إلى الفوز والأخرى إلى العطب إذا تعرضت الأنواء تطلبني * حبا لتمنحني ما شئت من أدب وجاءت السحب والأرواح تحملها * والرعد يفصح عن عجم وعن عرب والبرق يخلع من أنوار نشأته * على ظلام الدجا ثوبا من الذهب والسحب تسكب أمطار الحقائق في * بيت من الطين والأهواء واللهب والأرض تهتز إعجابا بزهرتها * والروض يرفل في أثوابه القشب علم الحقائق هذا لا أريد سوى * العلم بالله والأسماء والحجب لما تنزه علم ذاته علم * على الوصول به ناديت من كثب
(٣٧)