ربنا نكذب ولما تلاها رسول الله ص بعد ذلك على أصحابه من الإنس لم يقولوا شيئا مما قالته الجن فقال لهم رسول الله ص إني تلوتها على إخوانكم من الجن فكانوا أحسن استماعا لها منكم ما قيل لهم فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا وقالوا ولا بشئ من آلائك ربنا نكذب ولقد روينا حديثا غريبا عن واحد من هذه الجماعة من الجن حدثني به الضرير إبراهيم بن سليمان بمنزلي بحلب وهو من دير الرمان من أعمال الخابور عن رجل حطاب ثقة كان قد قتل حية فاختطفته الجن فأحضرته بين يدي شيخ كبير منهم هو زعيم القوم فقالوا له هذا قتل ابن عمنا قال الحطاب ما أدري ما تقولون وإنما أنا رجل حطاب تعرضت لي حية فقتلتها فقالت الجماعة هو كان ابن عمنا فقال الشيخ رضي الله عنه خلوا سبيل الرجل وردوه إلى مكانه فلا سبيل لكم عليه فإني سمعت رسول الله ص وهو يقول لنا من تصور في غير صورته فقتل فلا عقل فيه ولا قود وابن عمكم تصور في صورة حية وهي من أعداء الإنس قال الحطاب فقلت له يا هذا أراك تقول سمعت رسول الله ص هل أدركته قال نعم أنا واحد من جن نصيبين الذين قدموا على رسول الله ص فسمعنا منه وما بقي من تلك الجماعة غيري فإنا أحكم في أصحابي بما سمعته من رسول الله ص ولم يذكر لنا اسم ذلك الرجل من الجن ولا سألت عن اسمه وقد حدث بهذا الحديث الشيخ الذي حدثنا به صاحبي شمس الدين محمد بن برتقش المعظمي وبرهان الدين إسماعيل بن محمد الأيدني بحلب أيضا فإني كنت أحدثهما بهذا الحديث فلما جئنا مدينة حلب بعثتهما إليه ليحدثهما كما حدثني فحدثهما كما حدثني فكل عالم برزخي هو أعلم بحضرة الإمكان من غيره من المخلوقين لقرب المناسبة ويكفي هذا القدر من هذا المنزل فلنذكر ما يحوي عليه هذا المنزل من العلوم وذلك أنه يحوي على علم الأمر الإلهي هل له صفة أم لا وهل من شرطه أو من حقيقته الإرادة أم لا وعلم الوحي وضروبه وعلم السماع وعلم العالم البرزخي وعلم الجبروت وعلم الهدى وعلم العظمة الإلهية لما ذا ترجع وأين تظهر ومن هو الموصوف بها ولمن هي نسبة ولمن هي صفة وعلم التنزيه وعلى من يعود وعلم الحضرة التي أطلق الله منها ألسنة عباده على نفسه بما لا يليق به في الدليل العقلي وهل لذلك وجه إلهي يستند إليه في ذلك أم لا وهو قولهم إن الله فقير وإن عيسى ابن الله وكذلك عزير ويد الله مغلولة كما حكى الله عنهم وأمثال هذا وعلم الظن وحكمه والمحمود منه والمذموم وما متعلقة وعلم الايمان وعلم ما ينبغي أن يستند إليه ممن لا يستند وما صفته وما يجوز من ذلك مما لا يجوز وعلم مراتب الكواكب وعلم منازل الروحانيين من السماء وعلم أحوال الخلق وعلم الصديقين وعلم المسابقة بين الله وبين عبده وعلم المكر والفتن وعلم القيام بأوامر الله وعلم مراتب الغيب وما انفرد به الحق من علم الغيب دون خلقه وما يمكن أن يعلم من الغيب وهل العلم به يزيل عنه اسم الغيب في حق العالم أم لا وقوله تعالى عالم الغيب لماذا يرجع إطلاق الغيب هل لكونه غيبا عنا أو غيبا في نفسه من حيث لم يصفه بتعلق الرؤية فيكون شهادة وعلم العصمة وعلم تعلق العلم بما لا يتناهى هل يتعلق به على جهة الإحاطة أم لا وعلم قول النبي ص في الأسماء الحسنى من أحصاها دخل الجنة وما معنى الإحصاء ولما ذا يرجع وهل يدخل تحته ما لا يتناهى كما يدخل تحت الإحاطة أو لا يدخل وما الفرق بين الإحاطة والإحصاء فإن الواحد يحاط به ولا يحصى والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الثالث عشر وثلاثمائة في معرفة منزل البكاء والنوح من الحضرة المحمدية) أقول لآدم أصل الجسوم * كما أصل الرسالة شرع نوح وإن محمدا أصل شريف * عزيز في الوجود لكل روح أنا ولد لآباء كرام * فنوري في الإضاءة مثل يوح إذا حضروا وإخواني وقوف * لخدمتهم حننت إلى المسيح فإني كنت تبت على يديه * وساعدني على قتل المسيح وذلك في المنام وكان موسى * نجيي فيه بالقول الفصيح وأعطاني الغزالة في يميني * وأفهم بالإشارة والصريح
(٤٩)