والهمم على مراكب الأعمال لم كان ذلك وعلم البعث الأخروي هل هو عام في كل حيوان أو خاص بالإنس والجان وما معنى قوله سنفرغ لكم أيها الثقلان وعلم الاستحالات العنصرية وعلم ما يتولد عن تأليف الروح والجسم الطبيعي وهل الجسم للروح كالمرأة للبعل في النكاح لما يتولد بينهما أم لا وهل الموت طلاق رجعي أو بائن فإن العلماء قالوا إن المرأة إذا ماتت كانت من زوجها كالأجنبية ولا بد فليس له أن يكشف عليها وذهب آخرون إلى بقاء حرمة الزوجية فله إن يغسلها وحاله معها كحاله في حياتها فإن كان رجعيا فإن الأرواح ترد إلى أعيان هذه الأجسام من حيث جواهرها في البعث وإن لم يكن رجعيا وكان بائنا فقد ترد إليها ويختلف التأليف وقد تنشأ لها أجسام أخر لأهل النعيم أصفى وأحسن ولأهل العذاب بالعكس وعلم كلام الأطفال من أين ينطقون ومن ينطقهم مثل كلام عيسى في المهد وصبي يوسف ع وجريج وأما أنا فرأيت في زماننا شخصا شابا اسمه والله أعلم عبد القادر بمدرسة ابن رواحة بمدينة دمشق فجاء وسلم فأخبرني عنه جماعة منهم الزكي بن رواحة صاحب المدرسة قالوا إن أم هذا الشاب لما كانت حاملة به عطست فحمدت الله فقال لها من جوفها يرحمك الله بصوت سمعه كل من حضر هنالك وأما أبا فكانت لي بنت ترضع وكان عمرها دون السنتين وفوق السنة لا نتكلم فأخذت ألاعبها يوما فقلت لها يا زينب فأصغت إلي فقلت لها إني أريد أن أسألك عن مسألة مستفتيا ما قولك في رجل جامع امرأته ولم ينزل ما ذا يجب عليه قالت لي يجب عليه الغسل بكلام فصيح وأمها وجدتها يسمعان فصرخت جدتها وغشى عليها وعلم النشر بعد الطي كما قال تعالى والسماوات مطويات بيمينه وعلم المحو والإثبات وعلم تضاعف الأنوار وعلم القرب الإلهية التي تعطي التجلي وعلم الغيبة والحضور وعلم النجوم وعلم الزمان وعلم تنزيل الشرائع وصفة من ينزل بها ومن تنزل عليه وهل هي من باب الاختصاص أم لا وعلم التأييد والسلطان والنيابة عن الحق في العالم حتى الإنسان في نفسه وعلم الكشف وما الحجاب الذي بين الناس وبين ما يكشفه هذا المكاشف وهل هو شرط في الطريق أم لا وعلم رؤية الأرواح العلوية وعلامة الصدق فيمن يدعي رؤية الأرواح الصادق فيه من الكاذب ولنا فيهم علامات تعرف من يصدق منهم ممن يكذب وعلامات أخر لنا أيضا في الصادق منهم إذا أخبر عما رأى هل هو مخبر عن الأرواح أنفسها أو عن خيالات قامت له فيتخيل أنه رأى الملك أو الجني وهو ما رأى أمثلة في خياله قامت له لقوة سلطان الخيال عليه خارجة عن وهمه فلنا في مثل هؤلاء علامات فهو يصدق فيما يراه ويخطئ في الحكم أنه رأى ملكا أو جانا وذلك المرئي ليس بملك ولا جان فهذا من خصائص علم هذا المنزل وعلم الوعيد ولما ذا يرجع ومن عارض القرآن من أين أتى عليه كالحلاج حين دخل عليه عمرو بن عثمان المكي فقال له يا حلاج ما تصنع فقال هو ذا أعارض القرآن فدعا عليه فكانت المشيخة تقول ما أصيب الحلاج إلا بدعاء هذا الشيخ عليه وكالمهذب ثابت بن عنتر الحلوي لقيته بالموصل سنة إحدى وستمائة عارض القرآن وسمعته يتلو منه سورا وكان في مزاجه اختلال إلا أنه كان من أزهد الناس وأشرفهم نفسا ومات في تلك السنة وفي هذا المنزل علم المشيئة المحدثة هل لها أثر في الأفعال كما تقوله الأشاعرة في مسألة الكسب أو لا أثر لها وهل هي مظهر من مظاهر الحق أو تكون في وقت من مظاهر الحق وهي المشيئة التي ينفذ حكمها وفي أوقات لا تكون مظهر الحق فتكون قاصرة والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الرابع وثلاثمائة في معرفة منزل إيثار الغناء على الفقر من المقام الموسوي وإيثار الفقر على الغناء من الحضرة العيسوية) غنى نفس المحقق مستعار * وفقر النفس ذل وانكسار فلو أن الفقير يكون ملكا * لزار العالمين ولا يزار ولو أن الغني يكون عبدا * لكان له التقدم والفخار فحكم الجهل قد عم البرايا) ولا تدري لحكم العلم دار (ومن هذا المنزل أيضا قولنا)
(١٧)