المكلفين وعلم التلقي الروحاني المظهر من الملقي الذي هو الحق لا الملك وعلم أداء حقوق الغير وعلم ما يكون من الله لمن مشى في حق أخيه وعلم تولى الحق ذلك بنفسه وعلم ما هي الحضرة الإلهية عليه من الأمان الذي لا يعلمه إلا العالمون بالله ذوقا وعلم تقلب الأحوال فتتقلب لتقلبهم المواهب الإلهية وعلم الآيات والدلالات وعلى ما ذا تدل واختلافها مع أحدية المدلول وعلم ما يحجب القلب عن العلم بالشئ مع وجود البيان في ذلك وعلم العناية الإلهية بوهب العلم وعلم ما يحصل من العلم بطريق الورث وعلم مراتب الحيوان وفيما ذا يتفاضلون وما يكونون فيه على السواء وهل الإنسان يلحق بالحيوان أو هو نوع خاص وبما ذا يختص عن الحيوان وقد علمنا إن كل حيوان فهو ناطق وعلم آداب الملوك وكيف ينبغي أن يكون الملك في ملكه ولنا في هذا الفن كتاب سميناه التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية وعلم النصائح لدفع الضرر والتوقي وعلم التوحيد الذي يختص بالبهائم وعلم جواز الكذب على كل ناطق مع العلم بأنه صادق ما عدا الثقلين فإنهما قد يكذبان في كثير مما يخبرون به وعلم اتخاذ الملوك الجواسيس وما ينبغي للجاسوس أن يظهر به من الصفات في حال تجسسه وما يحمد من ذلك وإن كان كذبا وعلم مشورة الأعلى للأدنى مع علمه بأنه يصل إلى العلم بما يريد العلم به من غير مشورة وكون الحق تعالى أمر نبيه ص بمشاورة أصحابه في الأمر الذي يعن له إذا لم يوح إليه فيه شئ وعلم قول النبي ص تهادوا تحابوا وما للعطاء في النفوس من الأثر القادح في الايمان هل هو محمود أو مذموم فإن الإحسان محبوب لذاته فهل المحسن مثل ذلك أم ينفصل عن الإحسان فإنها مسألة خطرة عظيمة في إحسان من أمرك الله أن تعاديه فتقبل إحسانه من غير أن يؤثر فيك مودة له إيثار الجناب الله وامتثالا أمره وهذا هو خروج عن الطبع وهو صعب مشكل يمكن أن لا يتصور وقوعه وإن لم يظهر له حكم في الظاهر فإن الباطن لا يمكن له دفع ذلك وعلم الموازنة بين المحسنين فيما أحسنا فيه لشخص بعينه هل يقع للنفس ترجيح من حيث ما أحسنا به لا من حيث الإحسان فإن وقع فيه تفاضل هان الأمر فيه على المؤمن العالم المشاهد إحسان الله العام المسخر وعلم الخواص والظهور به في موطن القربة إلى الله تعالى بذلك وعلم شكر المنعم وعلم ما تستحقه الربوبية مما لا يقع فيه اشتراك وعلم الالتباس للابتلاء وعلم النظر إلى المخطوبة وما أبيح للناظر أن ينظر منها شرعا فإنه أمر بذلك وعلم صورة تعلم العلم وعلم الاعتراف بين يدي المعلم بالجهل وعلم الحيل والمكر والكيد وما يذم من ذلك وما يحمد وعلم الثناء المطلق والمقيد وهل ثم ثناء مطلق أو لا يصح ذلك بالحال وإن أطلقه اللفظ وعلم حصر ما يتقيد به الثناء من كل مثنى ومثنى عليه وفيه علم التخيير من العالم بالحق وفيه علم منزلة الأرض وما زينت به وفيه علم سبب إجابة الله دعاء الكافر والمشرك ومتى يوحد المشرك ربه وفيه علم اندراج النور في الظلمة وفيه علم الخلق والرزق وفيه علم القيامة وفيه علم إنكار الممكن وفيه علم كشف الغيب في حضرة الغيب وفيه علم من ينادي ولا يجاب وفيه علم هل يعم الحشر كل ميت أو لا يحشر إلا بعض الموتى وفيه علم الناقور الذي هو الصور وما هو وفيه علم أي جزاء هو أفضل من عمله أو كل جزاء أفضل من عمله وهو علم شريف وفيه علم عبادة الرب من حيث ما هو مضاف إلى كون ما وفيه علم ما تعطي الرؤية من علم ما كان يعلم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الثامن والخمسون وثلاثمائة في معرفة منزل ثلاثة أسرار مختلفة الأنوار والقرار والإبدار وصحيح الأخبار) إن المقادير أوزان منظمة * تأتي بها ظلل من فوقها ظلل من الغمام ومن غير الغمام يرى * عند التنزل في إعجازها كلل تحوي على كل معنى ليس يظهره * إلا الخطابة والأشعار والمثل فمنه ما هو محمود فمرتفع * ومنه ما هو مذموم فمنسفل ومن ينازعني فيما أفوه به * فالناس كلهم أعداء ما جهلوا اعلم أسعدنا الله وإياك بسعاد الأبد أن النفس الناطقة سعيدة في الدنيا والآخرة لا حظ لها في الشقاء لأنها ليست من عالم الشقاء إلا أن الله أركبها هذا المركب البدني المعبر عنه بالنفس الحيوانية فهي لها كالدابة وهي كالراكب عليها وليس للنفس
(٢٦٢)