(الباب الموفي أربعمائة في معرفة منازلة من ظهر لي بطنت له ومن وقف عند حدي اطلعت عليه) ظهوري بطون الحق في كل موطن * وحدي وجود الحق في كل مطلع فإن كان عيني في وجودي لم يكن * وإن كان لم يظهر وضاق من اتسع فيا خيبة الأكوان إن لم يكن بها * ويا سعدها إن كان في عينها طلع هو البرق إلا أنه هو خلب * فما يسبحه رعد ولا مطر يقع اعلم أيدنا الله وإياك أن الله تعالى يقول عن الهوية هو الأول والآخر وما ثم إلا أنا وهو وكان ولم يكن ثم كنت وعند وجودي قسم الصلاة بيني وبينه نصفين وما ثم إلا مصل كل قد علم صلاته وتسبيحه وهو السمع والبصر مني فما أسمع إلا نفسه فهو الأول والآخر ما هو أنا فإن الآلة لا حكم لها إلا بالصانع بها كما كان صانعا فيها فصنع فيها بها وبنفسه بها من حيث قبولها وبنفسه من حيث تجليه بخطابه تعددت الأعيان والأمر واحد * وأشهدت الأكوان والله شاهد فما ثم إلا الله ما ثم غيره * أقر بتوحيد ما هو جاحد فإذا ظهرت بعيني في الحمد لله رب العالمين بطن تعالى في خطابي وسمع إيماني وقال أثنى على عبدي فسمى آخريته عبدا وفي الجواب هو الرب فالأولية ردها إلي فإنه لم يقل حتى قلت كما أني لم أوجد حتى قال كن فكنت أول سامع وكان أول قائل ثم كنت أول قائل وكان أول سامع فتعين الباطن والظاهر وهو بكل شئ عليم بي وبنفسه وما ظهر إلا بي وما بطن إلا بي وما صحت الأولية إلا بي وما ثبتت الآخرية إلا بي فإنا كل شئ فهو بي عليم فلو لم أكن بمن كان يكون عالما فإنا أعطيته العلم وهو أعطاني والوجود فارتبطت الأمور بيني وبينه وقد اعترف لي بذلك في تقسيمه الصلاة بيني وبينه على السواء لأنه علم أنه لي كما أنه له فلا بد مني ومنه فلا بد من واجب وممكن ولو لم يكن كذلك لكان عاطلا غير حال فإنا زينته فهو أرضي إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها فظهر بي اقتداره ونفوذ أحكامه وسلطان مشيئته فلو لم أكن لم تكن زينته ثم قلب الأمر فجعلني أرضا وكان زينة لي وقلدني الإمامة فلم أجد على من أكون إماما إلا عليه وعين إمامتي ما زينتي به وما زينتي إلا بهويته فهو سمعي وبصري ولساني ويدي ورجلي ومؤيدي وجعلني نورا كلي فزينني به له وأشرقت الأرض بنور ربها وهو نور السماوات والأرض وذكر أن الأرض ذلول وهل ثم أذل مني وأنا تحت عزته ولما خلق الخلق وعرفني بما خلق قال لي اجعل بالك وتفرج في صنعي بخلقي فكلف وأنا أنظر إلى ما يريد إظهاره مما لا علم لي به فحد الحدود فتجاوزتها العبيد وقال فلم يسمع له مقال وأمر فلم يمتثل أمره ابتداء ونهي فلم يمتثل له نهي ابتداء وقال فاعترض كيف تجعل فيها من يفسد فيها فجعلوا نظرهم أصلح من نظره وعلمهم أتم من علمه فقال لي أنت قلت إنك ذلول ولا ذلة أعظم من ذلتك وأي ذلة أعظم من ذلة من أذلة الذليل هذا الملك يعترض هذا الخليفة وليته ونهيته فعصى هذا اللعين أمرته بالسجود فأبى وادعى الخيرية على من هو خير منه فهل رأيت بعينك إلا من اعترف بعظمتي ونفوذ اقتداري ومع ذلك خالفني واعترض علي وتعدى حدي فلو كانت عزتي وعظمتي حالا لهم زينتهم بها ما وقع شئ من ذلك فهم أرض مرداء جرداء لا نبات فيها فلا زينة عليها فعلمت أنه متى أتيت علي فزينتهم بي فرأيتني زينتي فعظموني وما عظمني إلا زينتي فقال المعترض لا علم لنا وقال من نهيته ربنا ظلمنا أنفسنا وقال من خالف أمري إني أخاف الله رب العالمين فأين هذا المقام من ذلك وأين دار رضوان من دار مالك فإليه يرجع الأمر كله فمن العزيز ومن الذليل فلو لا ما اطلع على من تجاوز الحدود والرسوم ما رجعوا إلى حدودهم فإن الاطلاع ما يكون إلا من رفيع وهو رفيع الدرجات فخافوا فاعترفوا كما قلنا بجهالتهم وظلمهم أنفسهم وخوفهم من تعدى حدود سيدهم فقال يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم وتجاوزوا حدود سيدهم لا تقنطوا من رحمة الله فإن الله للرحمة خلقهم ولهذا تسمى بالرحمن واستوى به على العرش وأرسل أكمل الرسل وأجلهم قدرا وأعمهم رسالة رحمة للعالمين ولم يخص عالما من عالم فدخل المطيع والعاصي والمؤمن والمكذب والموحد والمشرك في هذا الخطاب الذي هو مسمى العالم ولما أعطاه ص
(٥٦٧)