ذلك وأين يقول لا وبلي وفيه علم تميز الجنات بعضها من بعض هل هو تميز حالات في جنة واحدة أو تميز مساحات فإن كل اسم جاءنا للجنات تستحقه كل جنة إن كان التمييز بالمساحات فكل جنة لا نشك أنها جنة مأوى وجنة عدن وجنة خلد وجنة نعيم وجنة فردوس وهي واحدة العين وهذه الأحكام لها ولو تميزت بالمساحات فلا بد من حكم هذه الأسماء لها وفيه علم الفرق بين الخلود والتأبيد والتسرمد وعدم الخروج وفيه علم الفرق بين الوعد والوعيد بالمشيئة في أحدهما دون الآخر ولما ذا قبل الوعيد المشيئة دون الوعد وكلاهما إخبار إلهي وأين وجود الحكمة في ذلك وفيه علم السماء هل هي شبه الأكرة أو شبه الخيمة أو هل هي أكرة في خيمة أو خيمة في أكرة فتدور الأرض لدورانها وهل السماء ساكنة أو متحركة فإن الشهود يعطي جميع ما ذكرناه وما بقي إلا علم ما هو الأمر في نفسه من غير نظر إلى شهود هل هو كما يقضي به شهود كل شاهد أم ليس كذلك وفيه علم وجود الزوجين وبما ذا تكرم كل واحد من الزوجين على صاحبه هل هو بما هو محتاج إليه كل واحد منهما أم قد يكون بما لا حاجة فيه فلا يفرق بين العنين وبين أهله وفيه علم من يدعي الألوهة هل له خلق أم لا فإن المدعي الألوهة لا خلق له ألبتة في حال دعواه فإذا فارق الدعوى كان حكمه حكم سائر الموجودات التي ليست لها هذه الدعوى وفيه علم حكم من اتخذ إلها من غير دعوى منه بل هو في نفسه عبد غير راض بما نسب إليه وعاجز عن إزالة ما ادعى فيه وأنه مظلوم حيث سلب عنه هذا المدعي ما يستحقه وهو كونه عبدا فظلمه فينتصر الله له لا لنفسه فاتخاذ الشريك من مظالم العباد وفيه علم الحكمة ما هي وفيه علم إلحاق ما ليس بنبي مشرع بالأنبياء في الرتبة العلمية بالله تعالى وفيه علم الوصايا والآداب الإلهية النبوية الموحى بها والملهمة إليها وفيه علم الأخذ بالأولى والمبادرة إليه وفيه علم ما يدخل تحت القدرة الحادثة مما لا يدخل وفيه علم ما لا بد منه وفيه علم الفرق بين الصوت والحرف والكلام والأنغام وفيه علم النعم الجلية والخفية والعامة والمقصورة وفيه علم نجاة استناد الناظر ولو كان شبهة وفيه علم من ينبغي أن يلحق به المذام من العالم وفيه علم الفرق بين من رجع إلى الله عن كشف وبين من رجع إليه عن غير كشف وفيه علم المتقدم والعاقب وهو واحد وفيه علم ما ينبغي أن لا يؤبه بالجهل به وفيه علم ما لا يمكن الجهل به وفيه علم الوقت الذي يتعين فيه الثناء الجميل وعلى ما ذا يتعين والأحوال كلها تطلبه والأزمان وفيه علم ما يقع به الاكتفاء من الثناء فلا يقبل المزيد وفيه علم حكم الكثير حكم الواحد عند الواحد واستناد الكثير إلى الكثير واستناد الكثير إلى الواحد وفيه علم التناكح للتناسل ولغير التناسل وما هو الأعلى منهما وفيه علم ما يشترك فيه الحق والباطل وليس ذلك إلا في الخيال وفيه علم ما هو علم وليس بعلم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الرابع والخمسون وثلاثمائة في معرفة المنزل الأقصى السرياني وهو من الحضرة المحمدية) معدن الآيات في العجم * وجماع الخير في الكلم فطرة الرحمن تطلبني * بصنوف الحكم والحكم فلتكن في رأس مرقبة * كشهاب لاح في علم فهو المزجي سحائبه * في غمام النور والظلم واتبع ما أنت طالبه * وارتفع عن موضع التهم هذي وصية صدرت * من حديد الطرف غير عم اعلم أيدك الله بروح منه أن التنزيه في العبد نظير التنزيه في الحق سواء فمن نزه الحق عند أداء ما أوجب الله عليه من العبادات في العهد الذي أخذه عليه عقلا وشرعا أشرك الله نفسه مع عبده في هذا الحكم بما أوجبه على نفسه له بما كتبه على نفسه من الرحمة به والوفاء بعهده وبرأه عن أداء ما أوجب عليه بأن كشف له عن قيام الحق عنه فيما كلفه من العمل الذي كان أهل الحجاب ينسبونه إليه ويقولون إن فلانا من الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله لهذه البراءة وجيها فقالوا عند هذا الشهود بنور الايمان لا فاعل إلا الله فقالوا قولا سديدا وبمثل هذا القول أمر الله عباده المؤمنين أن يقولوه فإذا قالوه أصلح لهم أعمالهم وغفر لهم ذنوبهم ومن يطع الله
(٢٤١)