ويترك الحكم به وفي أي النوازل يكون ذلك ومن هو على الصواب في هذه المسألة هل من يقول إنه يحكم بعلمه أو المخالف وعندي في هذه المسألة لو كنت عالما بأمر ما وشهد الشهود بخلاف علمي ولا يجوز لي أن أحكم بعلمي إذا كنت ممن يقول بذلك استنبت في الحكم من لا علم له بالأمر وتركت الحكم فيه وهذا هو الوجه الصحيح عندي والذي أعمل به وإن كان في النفس منه شئ وهذا عندي في الحكم في الأموال وأما الحكم في الأبدان فلا أحكم إلا بعلمي إذا علمت البراءة فإن لم تكن البراءة وعلمت صدق المفتري حكمت بالشهود وتركت علمي وعلم سبب هذا الذي ذهبت إليه يتضمنه هذا المنزل وفيه علم ما يفضل به العالم على الإنسان وهو أن له عليه ولادة وفيه علم مسمى الساعة وفيه علم هل يصح التكبر من العالم على الله أم لا وفيه علم ما تطلبه الأشياء من الأمور طلبا ذاتيا هل يصح فيه خرق العادة فيكون بالجعل أم لا وإن انخرقت فيه العادة فما محل خرق العادة هل في الطالب فيتبعه ما كانت تقتضيه ذاته أم لا وفيه علم حضرة تقرير النعم على المنعم عليه ما يكون من ذلك على جهة التعليم أو على جحده لذلك وفيه علم أصل حياة العالم الحسية والمعنوية هل ترجع إلى أصل واحد أم لا وهل في الطبيعة حياة حتى تعطي الحياة الحسية أم لا وفيه علم النشأة الإنسانية الدنياوية وأحوالها في مدة بقائها في هذه الدار وما يؤول إليه أمرها من حيث جسميتها بعد الموت وفيه علم الموت والحياة هل ذلك نسبة أو عين موجودة تظهر في مواطن مختلفة وحكم المميت هل يميت بموت فيكون سببا أو يميت فقط وكذلك الحياة فيكون عين الميت عين الموت بحكم المميت وفيه علم القضاء وفضله عن القدر وفيه علم كون الآية التي يأتي بها الرسول ليست بشرط ولا يجب عليه الإتيان بها وفيه علم مراعاة الله عباده مع سوء أدبهم مع الله وفيه علم عموم نفع الايمان في الآخرة والله يقول الحق وهو يهدي السبيل (الباب الخامس والأربعون وثلاثمائة في معرفة منزل سر الإخلاص في الدين وما هو الدين ولما ذا سمي الشرع دينا وقول النبي ص الخير عادة) لكل شخص من القرآن سورته * وسورتي من كتاب الله تنزيل أتى بها الملأ العلوي يقدمه * عند التنزل ميكال وجبريل أتى بها تنثني لينا معاطفها * وفي جوانبها هدى وتضليل إذا نظرت ترى في آيها عجبا * نار ونور وتنزيه وتمثيل بكر النواظر في أجفانها دعج * لم يقترع طرفها بكحله الميل تجلت لنا هذه السورة بمدينة حلب وقيل لي لما رأيتها هذه سورة لم يطمثها إنس ولا جان فرأيت لها ومنها ميلا عظيما إلى جانبي وقد مثلت لي في شبه هذا المنزل الذي كنت دخلته قبل ذلك ثم قيل لي هي خالصة لك من دون المؤمنين فلما قيل لي ذلك فهمت الأشاعرة وعلمت أنها ذاتي وعين صورتي لا غيري فإنه ما لموجود شئ مخلص له ليس لغيره قديمه وحديثه إلا ذاته خاصة فقلت ها أنا ذا فعلمت عند ذلك معنى التخليص وعلمت ما تلي علي فيما أنزل علي من القرآن عند التلاوة وذلك أنه لما نزل الإلهام بتلاوة سورة الإخلاص رزقت عين الفهم في تسميتها بهذا الاسم دون غيرها من السور فإنها كلها نسب الله وصفته وهي عين مجموع العالم ففهمت الإشارة بها في إن العالم مع كونه هو الحق المبين من حيث مجموعه لا من حيث جزء جزء منه فتخلص النسب لله من حيث ذاته فهذا المجموع هو في الحق عين واحدة وهو في العالم عين الحق المبين قالت طائفة من الأمة اليهودية أنسب لنا ربك فنسبه لمجموع العالم بما نزل عليه من الله تعالى في ذلك فقيل له قل هو الله أحد فنعته بالأحدية ولكل جزء من العالم أحدية تخصه لا يشارك فيها بها يتميز ويتعين عن كل ما سواه مع ما له من صفات الاشتراك ثم قيل له الله الصمد وهو الذي يصمد إليه في الأمور أي يلجأ والأسباب الموضوعة كلها في العالم يلجأ إليها ولهذا سميت أسبابا لتواصل مسبباتها إلى الصمد الأول الذي إليه تلجأ الأسباب لم يلد وهو العقيم الذي لا يولد له وبهذه الصفة نعت الريح بالعقيم لأنه من الرياح ما هي لواقح ومنها ما هي عقيم ولم يولد آدم ع فإن الولادة معلومة عند السائلين فخوطبوا بما هو معلوم عندهم ولم يكن له كفوا أحد أراد بالكفو هنا الصاحبة لأجل
(١٨١)