الانتقام منه ولا تعرف ميزان الظلم والعدل في ذلك الانتقام والقهر لأن ذلك ما هو لها وإنما ذلك للعقل وناموس الوقت ولذا أخطأ الشاعر الذي قال الظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم فلو قال القهر بدلا من الظلم لقال الصحيح فإن الظلم لا يأتي به إلا الشرعي فمنه يعرف فليس للنفس إلا القهر حمية جاهلية فإن صادفت الحق كانت حمية دينية ولهذا يحمد الغضب لله وفي الله ويذم الغضب لغير الله وفي غير الله وهذا من تدبير الحكيم الحق الذي رتب الأمور مراتبها وأعطى كل شئ خلقه ليكون آية له لأولي الألباب ولسائر أهل الآيات من العالم إذ كانوا مختلفي المأخذ في ذلك كما عددهم الله في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وضم هذه الآيات كلها في كتاب الوجود الذي ما فيه سوى البيان والرحمة لا غير فكل ما ظهر في العالم من جانب الحق أو من معاملة بعضه بعضا يناقض الرحمة فأمر عرضي في الكتاب أبان عنه البيان حيث هو ذلك العارض ما هو في نفس هذا الكتاب فالكتاب رحمة كله من حيث ذاته وبيان فما جعله الله عذابا فالله أكرم أن يعذب خلقه عذابا لا ينتهي الأمر فيه إلى أجل ضمه وعينه بيان الكتاب ثم يرجع الحكم للرحمة هذا ما لا بد منه والله غفور رحيم ثم لتعلم إن الله أطلعني على حكم غريب يتعلق بالعالم الإنساني ولا أدري هل له تعلق بما عدا الإنسان من العالم أم لا ما أطلعني الله على ذلك ولا ينبغي لي أن أقول عن الله ما لا أعلم الله يعصمني وإياكم من ذلك وهذا الحكم يظهر في العالم الإنساني عند انقضاء كل ثلاثة آلاف عام من أعوام الدنيا وهو عند الله يوم واحد لا أدري لأي اسم إلهي يرجع هذا اليوم لأني ما عرفت به غير إن الحق تعالى قسمه لي ثلاثة أثلاث كل ثلث ألف سنة والألف سنة يوم واحد من أيام الرب هذا الذي أخبرني به ربي وهذه المدة التي هي ثلاثة آلاف سنة حكمها في الإنسان حكم بدء وعود وحياة وموت كيف يشاء الله وحيث يشاء الله غير إن الله لما رقم لي هذا الأمر في درجي كلمات وقفت عليها مشاهدة جعل كلمة بفضة وكلمة بذهب على هذه الصورة رقمها فعلمت أنها أحوال وأحكام تظهر في الإنسان في الجنة بمرور هذه المدة المعينة وما أثروا لله عندي خبر إلهي ورد على ما أثر هذا من الجزع والخوف المقلق فما سكن روعي إلا كون الكلمات من ذهب وفضة الكلمة الذهبية إلى جانبها الكلمة الفضية ولما فرع هذا الإلقاء الإلهي والتعريف الرباني وسكن عني ما كنت أجده من ألم هذا التجلي في هذه الصورة وسرى عني نظمت نظم إلهام لا نظم روية ما أذكره لنا حبيب نزيه لا أسميه * وهو الحبيب الذي حار الورى فيه إن قلت هذا فإن الحد يحصره * أو قلت هو فكلام لست أدريه كيف السبيل إلى غيب وأعيننا * في كل حين تراه من تجليه أو قلت عندي جاء الظرف يطلبه * والظرف حق ولكن ليس يحويه ما إن رأيت وجودا لست أدريه * إلا الذي أنا معنى من معانيه قد حرت فيه وحار الكون في وكم * أذناي قد سمعت من قولة فيه هذا الذي وجلال الحق أمرضه * فهل له عوض منه فيشفيه هو الشفاء هو الداء فأين أنا * العين واحدة وكلنا فيه ضمير أمرضه يعود على الكون واعلم أن لنا من الله الإلهام لا الوحي فإن سبيل الوحي قد انقطع بموت رسول الله ص وقد كان الوحي قبله ولم يجئ خبر إلهي أن بعده وحيا كما قال ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك ولم يذكر وحيا بعده وإن لم يلزم هذا وقد جاء الخبر النبوي الصادق في عيسى ع وقد كان ممن أوحي إليه قبل رسول الله ص أنه ع لا يؤمنا إلا منا أي بسنتنا فله الكشف إذا نزل والإلهام كما لهذه الأمة ولا يتخيل في الإلهام أنه ليس بخبر إلهي ما هو الأمر كذلك بل هو خبر إلهي وإخبار من الله للعبد على يد ملك مغيب عن هذا الملهم وقد يلهم من الوجه الخاص فالرسول والنبي يشهد الملك ويراه رؤية بصر عند
(٢٣٨)