ويظهر أن أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه قد التفتوا إلى هذا الامر ولذلك نجدهم يتحدثون عن حضور الصحابة معهم، ويعطون أرقاما دقيقة في هذا المجال فقد رووا: أن ناسا من قراء أهل الشام لحقوا بعلي عليه السلام فقال عمرو بن العاص لمعاوية عن علي عليه السلام في جملة كلام له: " وإنه قد سار إليك بأصحاب محمد صلى الله عليه المعدودين، وفرسانهم، وقرائهم، واشرافهم، وقدمائهم في الاسلام، ولهم في النفوس مهابة الخ.. ". فجمع معاوية أجناد أهل الشام وخطبهم، فبلغ عليا عليه السلام ذلك، فامر الناس فجمعوا. قال أبو سنان الأسلمي:
" وكأني أنظر إلى علي متوكئا على قوسه، وقد جمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه عنده، فهم يلونه و [كأنه] أحب أن يعلم الناس: أن أصحاب رسول الله متوافرين عليه، فحمد الله ثم قال الخ (1) " وقال سعيد بن قيس في خطبة له: " وقد اختصنا الله منه بنعمة فلا نستطيع أداء شكرها، ولا نقدر قدرها: أن أصحاب محمد المصطفين الأخيار معنا، وفي حيزنا. فوالله الذي هو بالعباد بصير: أن لو كان قائدنا حبشيا مجدعا إلا أن معنا من البدريين سبعين رجلا لكان ينبغي لنا أن تحسن بصائرنا الخ " (2) ويقول الأشتر في صفين: " وأنتم مع البدريين، قريب من مائة بدري، ومن سوى ذلك من أصحاب محمد صلى الله عليه " (3)