حسبما تقدم (1).
فإن النتائج التي قدمها هذا الحشد كله، قد جاءت بمثابة زلزال هز المنطقة من الأعماق. وبث روح الفشل والوهن في كل قلب، وزرع الخوف والرعب في كل بيت.
وحدثت الهزيمة الساحقة والماحقة لكل عنفوان الشرك، وجبروت الكفر حيث فهم الجميع أن أقصى ما يمكن لهم أن يفعلوه ضد الاسلام ونبي الاسلام قد فعلته قريش والأحزاب ولم ينته إلى نتيجة.
وكانت النتيجة كذلك هي أن قريشا قد فقدت الكثير من نفوذها ومكانتها، ولم تعد الكثير من القبائل تجد نفسها ملزمة بالخط أو الموقف الذي تريد قريش الزامها به.
ولم يعد بالامكان اقناع الكثير من القبائل بالمخاطرة بمستقبلها، والدخول في حرب جديدة مع الاسلام ومع المسلمين.
أضف إلى ذلك: أنه لم يعد بالامكان تحصيل درجة كافية من الوثوق بالآخرين، الذين لا بد من ضمان مشاركتهم الفاعلة حتى النهاية. بعدما أثبتت التجربة مع بني قريظة، بل وفيما بن فئات المشركين أنفسهم أن الرهان على ذلك رهان فاشل، بل هو رهان على يباب وسراب.
وهكذا فإن القبائل التي باتت على يقين من عجزها عن مواجهة