والكفور، ومن أغفل الله قلبه (1) فالحق: أن الامر وارد عقيب توهم الحظر عن مشاورة هؤلاء، ليبيح مشاورتهم، ومعاملتهم معاملة طبيعية (2).
5 - ان رواية ابن عباس المتقدمة تفيد: أن استشارته (ص) أصحابه لا قيمة لها على صعيد اتخاذ القرار، لان الله ورسوله غنيان عنها، لأنهما يعرفان صواب الآراء من خطئها، فلا تزيدهما الاستشارة علما، ولا ترفع جهلا، وانما هي أمر تعليمي أخلاقي للأمة، بملاحظة فوائد المشورة لهم، لأنها تهدف إلى الامعان في استخراج صواب الرأي بمراجعة العقول المختلفة.
فعن علي أمير المؤمنين (عليه السلام): من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها (3).
وعنه أيضا: الاستشارة عين الهداية، وقد خاطر من استغنى برأيه (4).
وعن أنس عن النبي (ص): ما خاب من استخار، وما ندم من استشار (5). إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه.
وإذا كانت الاستشارة أمرا تعليميا أخلاقيا، فلا محذور على الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها.