﴿لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك، ولذلك خلقهم﴾ (١).
وقال تعالى: ﴿وألف بين قلوبهم، لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم، ولكن الله ألف بينهم انه عزيز حكيم﴾ (٢). وقال:
﴿واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته اخوانا﴾ (3).
وموجز القول في سر ذلك: وهو ما أشار إليه الطباطبائي أيضا، الذي سنكتفي بتلخيص كلامه لما فيه من الخصوصيات، وإن كان أصل الكلام قد كان محط نظرنا أيضا:
أن الكفار انما يلتقون على مصالحهم الدنيوية الشخصية، ويتفقون ويختلفون على أساسها، وذلك لان الانسان يحب بطبعه أن يخص نفسه باللذائذ والنعم، وعلى هذا الأساس يحب هذا ويبغض ذاك.
وحيث انه لا يستطيع أن يلبي كل ما يحتاج إليه من ضروريات حياته، فإنه لابد له من حياة اجتماعية تعينه على ذلك، ويتبادل مع الآخرين ثمرات الأتعاب، حيث إن كل شخص له مؤهلات تجعله يختص ببعض الامتيازات لنفسه: من مال، أو جمال، أو طاقات فكرية، أو نفسية، أو غريزية، أو غير ذلك. هذه الامتيازات التي تطمح إليها النفوس، ويتنافس فيها البشر عموما.
وبسبب الاحتكاكات المتوالية، وما يصاحبها من وجوه الحرمان، والبغي، والظلم، والشح، والكرم في هذه الأمور التي يتنافسون فيها، فان العداوات والصداقات تنتج عن ذلك.