لغيره من الشهداء، وإن كان ما جرى لحمزة (عليه السلام) أفظع وأبشع.
فلماذا اختص عضبه (ص) بما جرى لعمه وحسب؟!.
ثم إن المفروض بهذا النبي العظيم، هو أن يظهر الجلد والصبر لا الجزع والحزن، الا بالنحو المعقول والمقبول، والا فما وجه اللوم لغيره ممن فقد الأهل والأحبة، ان تجاوز حده، وظهر منه ما لا ينبغي في مناسبات كهذه؟!
2 - قولهم على لسانه (ص): انه ان ظفر بقريش فسيمثل بثلاثين.
مرفوض أيضا، إذ هذه جثث قتلى المشركين أمامه، وهي اثنان أو ثمانية وعشرون جثة، بل وأكثر من ذلك، كما يظهر من بعض النصوص، فلماذا لا يمثل بها، ويشفي غليل صدره منها؟!
ولم لم يبادر المسلمون - بدورهم - إلى التمثيل بتلك الجثث التي تركها أصحابها وفروا خوفا من أن يدال المسلمون منهم، كما فروا من قبل في بدر؟!
3 - أما نزول الآية الكريمة ردا عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي قوله تعالى: (فان عاقبتم، فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) (1).
فلا يصح أيضا، لان الآية مكية، لان سورة النحل قد نزلت في مكة، وأحد قد كانت في السنة الثالثة من الهجرة (2).
والقول: بأن سورة النحل كلها قد نزلت في مكة الا هذه الآيات انما يستند إلى هذه الروايات بالذات، فلا حجة فيه.
ان قلت: قد تحدثت السورة عن المهاجرين، وهذا يناسب أن تكون