العبودية، وتميل إلى التحلل من كل القيود. ولذلك كان الصبر عن المعصية، والصبر على الطاعة، من عزم الأمور، يحتاج إلى جهد، والى تعب ومشقة، وقدرة على التحمل.
بل إن كل حق لا بقاء له بدون الصبر، وقد كان صبر الأنبياء والأوصياء من أهم أسباب بقاء الحق.
كما أن الصبر يدرب على التقوى، ويرفع من مستوى قدرته على قيادة نفسه، لان الصبر لا يتحقق الا بأن يقود هو نفسه، لا أن تقوده نفسه، وإذا استطاع أن يقود نفسه، وإذا كانت هي أقوى وأعتى من يواجه، فان قدرته على أن يقوم بمهمة قيادة الآخرين، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، والى هدى رب العالمين، تكون أعظم وأشد، وأكثر فعالية، وإذا قال الصادق (عليه السلام): الصبر صبران: صبر على البلاء حسن جميل، وأفضل منه الصبر على المحارم (١).
وقال أمير المؤمنين (ع): من ساس نفسه بالصبر على جهل الناس صلح أن يكون سائسا (٢).
ومن الأمور الجديرة بالتسجيل بالنسبة للصبر في الحرب، قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا، واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. وأطيعوا الله ورسوله، ولا تنازعوا، فتفشلوا، وتذهب ريحكم، واصبروا ان الله مع الصابرين﴾ (3).
فإننا نجد أنه في حين هو يأمرهم بالثبات في الحرب، يأمرهم بأن يذكروا الله كثيرا، وذلك من أجل أن يبقوا محتفظين بالهدف الاسمي الذي