5 - قال ابن إسحاق: ومر رسول الله (ص) - حين رجع إلى المدينة - بدور من الأنصار، فسمع بكاء النوائح على قتلاهم، فذرفت عينا رسول الله (ص) ثم قال: لكن حمزة لا بواكي له.
فأمر سعد بن معاذ، ويقال: وأسيد بن حضير نساء بني عبد الأشهل: أن يذهبن ويبكين حمزة أولا، ثم يبكين قتلاهن.
فلما سمع (ص) بكاءهن، وهن على باب مسجده أمرهن بالرجوع، ونهى (ص) حينئذ عن النوح، فبكرت إلى إليه نساء الأنصار، وقلن: بلغنا يا رسول الله، أنك نهيت عن النوح، وانما هو شئ نندب به موتانا، ونجد بعض الراحة، فأذن لنا فيه.
فقال: ان فعلتن فلا تلطمن، ولا تخمشن، ولا تحلقن شعرا، ولا تشققن جيبا (1) قالت أم سعد بن معاذ: فما بكت منا امرأة قط الا بدأت بحمزة إلى يومنا هذا.
6 - ولما أراد معاوية أن يجري عينه التي بأحد، كتب إلى عامله بالمدينة بذلك، فكتبوا إليه: أنا لا نستطيع أن نخرج الا على قبور الشهداء.
فكتب: أنبشوهم.