رجل من بنى سلمة وهو جبار بن صخر أي وكان من صالحي المسلمين ينخسها رجاء أن تقوم فينزل في دار بنى سلمة فلم تفعل وجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث ثم بنو ساعدة وفى كل دور الأنصار خير ولما بلغ ذلك سعد بن عبادة وجد في نفسه وقال خلفنا فكنا آخر الأربع أسرجوا إلى حماري آت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه ابن أخته سهل فقال أتذهب لترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم أوليس حسبك أن تكون رابع أربع فرجع وقال الله ورسوله أعلم وأمر بحماره فحل عنه وفى رواية قال له اجلس ألا ترضى أن سماك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأربع الدور التي سمى فمن ترك فلم يسم أكثر ممن سمى فانتهى سعد بن عبادة عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجت جويريات من بنى النجار بالدفوف يقلن * نحن جوار من بنى النجار * يا حبذا محمد من جار * فخرج إليهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أتحببننى وفى رواية أتحبونى قلن نعم يا رسول الله فقال الله يعلم أن قلبي يحبكن وفى رواية والله أحبكم وفى رواية وأنا والله أحبكم وأنا والله أحبكم وأنا والله أحبكم قال ذلك ثلاثا وهذا دليل لسماع الغناء على الدف من المرأة لغير العرس ويدل لذلك أيضا ما جاء عن ابن عباس مرفوعا أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلسوا سماطين وجاءت جارية يقال لها سيرين معها مزهر تختلف به بين القوم وهى تغنيهم وتقول * هل على وبحكم * إن لهوت من حرج * فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لا حرج إن شاء الله تعالى وما روى عن عائشة رضى الله تعالى عنها دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان من جواري الأنصار يغنيان وفى رواية يضربان بدفين فاضطجع صلى الله عليه وسلم على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر رضى الله تعالى عنه فانتهرنى فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعها وفى رواية قال أبو بكر بمزمور وفى رواية بمزمار وفى لفظ بمزمارة الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك مرتين وانتهرني وكان صلى الله عليه وسلم متغشبا بثوبه
(٢٤٦)