وكان علي بن حسين ينكر حديث أنس في أصحاب اللقاح: أخبرنا ابن أبي يحيى، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن حسين قال: لا والله، ما سمل رسول الله عينا ولا زاد أهل اللقاح على قطع أيديهم وأرجلهم (1).
ولكن ما يهمنا هنا: هو أن ما ذكروه في قصة العرنين يتنافى بشكل ظاهر مع كونه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن المثلة، انما كان في أواخر أيام حياته، لان سورة المائدة قد كانت من أواخر ما نزل عليه (صلى الله عليه وآله).
نعم، يمكن أن يكون (ص) قد قطع أيدي وأرجل العرنيين من خلاف، لانهم مفسدون في الأرض. وذلك هو الحكم الثابت لمن يكون كذلك. ثم زاد الرواة وأصحاب الأغراض على ذلك ما شاؤوا.
5 - انهم يقولون: ان أبا قتادة جعل يريد التمثيل بقريش لما رأى من المثلة، فمنعه (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
وهذا هو المناسب لاخلاقه وسجاياه (صلى الله عليه وآله وسلم).
أما أبو قتادة فإنه ان صح ما نقل عنه يكون قد تصرف هنا بوحي من انفعاله وتأثره، الناجم عن ثورته النفسية بسبب ذلك المشهد المؤلم.
كما أننا نشك في ما جاء في ذيل هذه الرواية، الذي يذكر: أنه (ص) قد قرض قريشا في هذه المناسبة، حتى قال: إنه عسى ان طالت