ونحن نجل عليا عن أن يكون قد ارتكب مثل هذه المخالفة، فقد تعودنا منه الوعي الكامل، والطاعة المطلقة للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد تقدم: أنه (ص) قال لعلي (ع) في خيبر: اذهب ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. فمشى هنيئة ثم قام ولم يلتفت للعزمة، ثم قال: على ما أقاتل الخ. ولعله لأجل هذه الانضباطية المطلقة منه (ع) في تنفيذ أوامر الرسول (ص) نجده (ص) ينهى ذلك الذي أرسله في رسالة إلى علي، الذي سار في مهمة عسكرية - ينهاه - عن أن ينادي عليا من خلفه (1).
فهذه القضية بسعد أشبه منها بعلي، وإن كان يمكن أن يكون قد أرسلهما معا.
فمقصود المحرفين هو أن يقولوا: ان المخالفة تصدر من علي (ع) كما تصدر من غيره، وأنه لا كبير فرق فيما بينهم. ولكن الله يأبى الا أن يظهر الحق، ويتم نوره.
وبعد انتهاء المعركة خرج علي (عليه السلام) حتى ملأ درقته ماء من المهراس، فجاء به رسول الله (ص) ليشرب، فوجد له ريحا، فعافه ولم يشرب. وغسل الدم عن وجهه. ويقال: ان فاطمة (عليها السلام) كانت تغسل جراحاته وضمدتها، وهو (ص) يقول: اشتد غضب الله على من أدمى وجه نبيه (2).