1 - لقد صرح الواقدي بأن المسلمين - ولابد أن يكون المراد المقاتلين منهم - لم يعدوا الجبل. وكانوا في سفحه، لم يجاوزوه إلى غيره، وكان فيه النبي (ص) (1).
2 - وفي رواية لأحمد: (وجال المسلمون جولة نحو الجبل، ولم يبلغوا حيث يقول الناس: الغار، انما كان تحت المهراس) (2).
3 - ان رسول الله (ص) لم يبقغ الدرجة المبنية من الشعب (3).
4 - قال ابن إسحاق: (فلما انتهى النبي (ص) إلى فم الشعب، خرج علي بن أبي طالب (رض) حتى ملأ درقته من المهراس) (4). وجاء بالماء، فغسل وجهه كما سيأتي.
5 - ان النبي (ص) لم يبرح ذلك اليوم شبرا واحدا، حتى تحاجزت الفئتان (5).
فان النبي (ص) لم يكن ليفر من وجه عدوه، ويصعد إلى الجبل ويعتصم به، ويترك عدوه يصول ويجول. كيف؟ وقد أنزل الله في الفارين قرآنا يتلى إلى يوم القيامة، وينعى عليهم عملهم ذاك، ويؤنبهم عليه.
كما أننا لا نصدق أن يرتكب الرسول هذا الامر في الوقت الذي كان يدعو فيه الفارين في أخراهم إلى العودة إلى مراكزهم. ولا يمكن أن تحدثه نفسه بالفرار من الزحف في أي من الظروف والأحوال.