ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل وبه سمى أنس بن مالك * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة وطعنة فما عرفه الا أخته عرفته بحسن بنانه * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال كان أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهزيمة وقول الناس قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثني ابن شهاب الزهري كعب بن مالك أخو بنى سلمة قال عرفت عينيه تزهران تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أنصت فلما عرف المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم نهضوا به ونهض نحو الشعب معه علي بن أبي طالب وأبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام والحارث بن الصمة في رهط من المسلمين فلما أسند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول أين محمد لا نجوت إن نجوت فقال القوم يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا قال دعوه فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث ابن الصمة قال يقول بعض الناس فيما ذكر لي فلما أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم انتفض بنا انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشعراء عن ظهر البعير إذا انتفض بها ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا وكان أبي بن خلف كما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن صالح بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فيقول يا محمد إن عندي العود أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنا أقتلك إن شاء الله فلما رجع إلى قريش وقد خدشه في عنقه خدشا غير كبير فاحتقن الدم قال قتلني والله محمد قالوا ذهب والله فؤادك والله إن بك بأس قال إنه قد كان بمكة قال لي أقتلك فوالله لو بصق على لقتلني فمات عدو الله بسرف وهم قافلون به إلى مكة فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فم الشعب خرج علي بن أبي طالب حتى ملا درقته من المهراس
(٢٠٠)