جراحة - كما عن أنس بن مالك - بين طعنة، ورمية، وضربة. وفي رواية:
نيفا وأربعين أو نيفا وسبعين. وفي رواية: تسعين (1). ويحتمل أن يكون:
كلمة تسعين وسبعين: إحداهما تصحيف للأخرى لتقارب الرسم فيما بينهما، مع عدم وجود النقط للكتابة في السابق.
ويبدو أنه في هذه اللحظات الحرجة، وبعد أن رجع إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعض من انهزم من أصحابه وبقاء أصحاب الصخرة في موقعهم، خائفين أن تصل إليهم قريش، نعم، في هذه اللحظات يبدو ان الله قد أنزل على القادمين الراجعين إلى النبي، التائبين، أمنة نعاسا، لكي يطمئنوا إلى نصر الله ولطفه. أما أصحاب الصخرة، أو كثير منهم، فقد أهمتهم أنفسهم، يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية.
وهؤلاء كانوا - في الأكثر - من المنافقين.
وهكذا كان، فقد بلغ الرسول وتلك الثلة من المسلمين المجاهدين، سفح جبل أحد، واستقروا فيه، ولم يجاوزوه. فأرعب ذلك المشركين، لما رأوه من عودة المسلمين إلى مراكزهم الأولى، وتجميع صفوفهم، وارتفاع معنوياتهم من جديد. وإن كان لا تزال ثلة منهم فوق الجبل، وهم أصحاب الصخرة، ومنهم أبو بكر، وعمر، وطلحة، وغيرهم، فخاف المشركون أن يدال المسلمون منهم من جديد، ويفعلوا بهم، كما فعلوا في ابتداء الحرب، ففضلوا انهاء الحرب، والانسحاب بسلام، وهكذا كان. وحينئذ أعلن أبو سفيان انتهاء الحرب.
وأشرف على الجبل، ونادى بأعلى صوته: أعل هبل.