معناه ومغزاه. وهو قريب من قوله (ص): حسين مني وأنا من حسين.
ولعل المراد: أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو من شجرة النبي، وسائر الناس من شجر شتى، هذه الشجرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء. وهو (عليه السلام) من طينة رسول الله (ص)، لحمه لحمه، ودمه دمه.
وهو من النبي (ص) سلوكا، وعقيدة، ومبدأ، ونضالا، وأدبا، وخلوصا، وصفاء، الخ. كما أن النبي (ص) هو الذي صنع عليا، وعلمه، وثقفه، وأدبه.
ومن الجهة الأخرى، فان النبي (ص) أيضا من علي، حيث إن الوجود الحقيقي للنبي الأكرم (ص) انما هو بوجود دينه، ومبدئه، وفكره، وعقيدته، وسلوكه، ومواقفه، فهذا النبي هو من علي، وعلي هو الذي سوف يبعثه من جديد من خلال احيائه لمبادئه، وفضائله، وآدابه، وعلومه، وغير ذلك.
وهكذا كان، فلولا علي لم يبق الاسلام، ولا حفظ الدين. حتى اننا نجد أحدهم يصلي خلف علي (عليه السلام) مرة، فيقول: انه ذكره بصلاة رسول الله (ص) (1). هذه الصلاة التي لم يبق منها الا الاذان، وحتى الاذان فإنهم قد غيروه (2).
ويلاحظ هنا:. ن ه (ص) قد قدم قوله: (انه مني)، تماما كما قدم قوله: (حسين مني)، لان صناعة النبي (ص) لهم سابقة على احيائهم لدينه. فثقافته، وفكر، ونفسية، ودين، وخصائص، وآداب النبي (ص)، لسوف يبعثها علي والحسين (عليهما السلام)، وهكذا العكس.
ومن هنا صح للنبي (ص) أن يقول: أنا وأنت يا علي أبوا هذه