التالية:
﴿ان يمسسكم قرح، فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليعلم الله الذين آمنوا، ويتخذ منكم شهداء، والله لا يحب الظالمين. وليمحص الله الذين آمنوا، ويمحق الكافرين أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم، ويعلم الصابرين. ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه، فقد رأيتموه وأنتم تنظرون. وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم الخ﴾ (1).
وخلاصة الامر: اننا نجد هؤلاء يفرون هنا، ولا يثبت الا علي (عليه السلام)، ويتركون النبي (ص) عرضة للشدائد والبلايا، وعلي (عليه السلام) وحده هو الذي يثبت، ويدفع عن هذا الرسول (صلى الله عليه وآله)، ويرد عنه، تماما كما كان (عليه السلام) في بدر يحارب، ثم يرجع ليتفقد الرسول (ص) كما تقدم.
والدليل على أنهم قد أهمتهم أنفسهم، ولم يهتموا بحفظ نفس الرسول: أننا نجدهم - بعد سنوات - لا يعنيهم موت الرسول الأعظم (ص)، في قليل ولا كثير، حتى لقد أخرج ابن سعد، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، قال: جاء علي بن أبي طالب (رض) يوما متقنعا متحازنا، فقال له أبو بكر (رض): أراك متحازنا.
فقال علي: انه عناني ما لم يعنك!!.
قال أبو بكر: اسمعوا ما يقول، أنشدكم الله، أترون أحدا كان أحزن على رسول الله (ص) مني (1)؟!.