وأعجب من ذلك: أن نجد ابن كثير يدعي، بالنسبة لدعاء النبي (ص) على معاوية بقوله: (لا أشبع الله بطنه، قال: فما شبع بعدها) (1): أن معاوية قد انتفع بهذا الحديث دنيا وآخرة: أما في الدنيا فكان بعدما يأكل الكثير يقول: والله ما أشبع وانما اعياء، وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك. وأما في الآخرة، فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه البخاري، وغيرهما من غير وجه، عن جماعة من الصحابة: ان رسول الله (ص) قال: اللهم انما أنا بشر (وفي رواية: اللهم انما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر) فأيما عبد سببته، أو جلدته، أو دعوت عليه، وليس لذلك أهلا، فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة) (وفي نص: سببته أو لعنته أو جلدته، فاجعلها له زكاة ورحمة.
أو: فاجعل ذلك له قربة إليك) (2). قال ابن كثير: (فركب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية، ولم يورد له غير ذلك) (3).
وثمة نصوص منقولة عن مصادر كثيرة حول شبع بطن معاوية لا مجال لايرادها هنا. وقد علق عليها العلامة الأميني بما هو مفيد فليراجع (4).
أما نحن فنكتفي هنا بالإشارة إلى الحديث الاخر، فنسجل ما يلي: