(ص).
كما أن أمير المؤمنين (ع) هو الذي كان الله ورسوله، وجهاد في سبيله، أحب إليه من كل شئ حتى من نفسه، وجرحه الكثيرة جدا شاهد صدق على ذلك.
أما غير علي (ع)، فقد كانت نفسه - بدرجات متفاوتة طبعا - أحب إليه من الله ورسوله، وجهاد في سبيله. ولأجل ذلك تخلى عن كل ذلك، حينما رأى نفسه تلك في خطر. بل لقد هم بعضهم بأن يتخلى حتى عن دينه، حيث قال: (ارجعوا إلى دينكم الأول)!.
بل نجد البعض يرى: أن عشيرته الكافرة أحب إليه من الله ورسوله، وجهاد في سبيله، ومن دينه، فنراه يقول: (نلقي إليهم بأيدينا، فإنهم قومنا وبنو عمنا) (1).
ويلاحظ: أن أكثر ذلك الكلام قد كان من المهاجرين على وجه العموم!!.
كما أن أولئك كلهم لا فتوة لهم، ولا رجولة عندهم. وعلي (ع) وحده هو الفتي، لأنه يملك نفسه، ولا تملكه نفسه، أما هم، فان نفوسهم تملكهم، فتهلكهم.
ولعل مما يشير إلى ما ذكرنا: أننا نجد الله تعالى يؤكد في الآيات النازلة في أحد على أنه قد كان ثمة اتجاه إلى امتحان أصحاب النبي (ص) هؤلاء، وتمحيصهم. ثم هو يبين لهم مدى ارتباطهم بنبيهم الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ويبين لهم: أن أمر هذا النبي (ص) لا يهمهم، بل هو ان مات أو قتل انقلبوا على أعقابهم. ونحن نكتفي هنا بذكر الآيات